آخر ساعة

إقطاعية محمد عبد العزيز

مازالت جريدة ”مشاهد.أنفو” تفتح صفحاتها للشباب الصحراوي القابع داخل سجن الرابوني الكبير ليعبر عن تطلعاته وطموحه…

”م.س” من بين ”شباب التغيير” الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية يقول « إن السلطة في حد ذاتها تؤثر بشكل واضح وملموس على نفسية صاحبها وسلوكه وخاصة إذا كان مهيئا ومدفوعا نفسيا بالحاجة إلى الهيمنة والسيطرة ».

فالمهيأ نفسيا للتسلط قد يتحول من رئيس ديمقراطي أو رئيس منظمة إلى طاغية مستبد وديكتاتوري التي سيحولها في النهاية إلي إقطاعية تأتمر بأمره.

ففي البلدان التي تعتبر ديمقراطية بما تحمل الكلمة من معنى يجب أن تحترم التعددية السياسية، والحق في المعارضة والمشاركة جنبا إلى جنب مع مكونات القيادة في اتخاذ القرارات في جميع الميادين، أما في حالتنا نحن الصحراويون بمخيمات تندوف «فإننا بعيدون كل البعد عن هذا النهج، لأن البوليساريو يرفض جميع المبادرات القادمة من الشباب الذين يطالبون في كل وقت بإجراء تغيير جذري في القاعدة ».

….« فمسؤولونا يخشون من كلمة تغيير لأنها ستفقدهم مناصبهم وامتيازاتهم التي ينعمون بها التي بفضلها يؤمنون مستقبلهم ومستقبل أبناءهم على حساب المستضعفين، ولهذا السبب تجهض كل مبادرة بتجديد الجيل الهرم في القيادة، التي لم تتغير منذ نشأتها والتي أبانت عن عقم وظيفتها في جميع المستويات».

تقول ”ل.ف” من ساكنة تندوف « إن أفراد عصابة الرابوني يجهلون لحد الآن الطريقة التي وصلوا بها إلى سيادة الصحراويين، اللهم أنهم وصلوا بمباركة جنرالات الجزائر أصحاب القرار في قضيتنا، التي لم نعد فيها سوى كراكيز ودمي بأيادي الطغمة الحاكمة في قصر المرادية ».

الشباب الصحراوي نخر جسده اليأس وسئم سماع نفس الخطاب ورؤية نفس الوجوه على رأسهم محمد عبد العزيز باعتباره كأي حاكم عربي إفريقي يصل إلى الحكم عن طريق غير مشروع ويستمر فيه رغما عن إرادة السواد الأعظم من الصحراويين، وبواسطة سياسات دنيئة.

ففي الآونة الأخيرة شهد الوطن العربي هبوب رياح الربيع العربي فانفجرت مطامح الشعوب متجاوزة كل السقوف. نادى فيها الشباب بالتغيير، وهي عبارة لا تشتهيها سفينة محمد عبد العزيز الذي لم يستوعب أنه مجرد نسخة من أنظمة مماثلة جرفتها الثورات، فهو في النهاية جيء به إلى السلطة بطريقة غير شرعية.

يؤكد من جانبه ”ع.م.م” من ”شباب التغيير” ”إن في مخيمات تندوف الكثير من المبررات للثورة، فتحقيق العدالة الاجتماعية يعد أهم مبرر لرياح التغيير الشبابية السلمية، سواء فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين فئات المجتمع ورفع التهميش عن كافة الشرائح، ليتكافأ بذلك الجميع في الحقوق والواجبات، أو فيما يتعلق بتقريب المسافات بين طبقات المجتمع الذي تعاني غالبيته من شطف العيش والفقر المدقع، في حين تتمرغ قلة قليلة و المقربة من ولد عبد العزيز في ثراء فاحش وترف على حساب معاناة أهالينا في المخيمات.

يظل بذلك البوليساريو يسبح في برك من الأخطاء. فالانتكاسات والاختلالات المتوالية للقيادة الهرمة، خير دليل على إفلاس نظام ولد عبد العزيز، كما أن احتقان الأوضاع الاجتماعية والسياسية بالمخيمات كانت كفيلة بفقدان القيادة لبوصلتها في التسيير والتحكم بالشؤون الداخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *