الشريط الأحمر | متابعات

علاقات البوليساريو بالمنظمات التبشيرية المسيحية

الوضع الدولي الجديد وتأثير الأزمة السوسيو- سياسية والروحية الجزائرية وتداعياتها في منطقة الساحل الإفريقي، دفع قيادة البوليساريو إلى الالتفات في السنين الأخيرة إلى أهمية المؤثر الديني ودوره في الاستقطاب، كما عملت بناء على ذلك إلى محاولة نسج تحالفات جديدة على المستوى الدولي والإقليمي حيث سعت جبهة البوليساريو بدعم من النظام الجزائري إلى محاولة استغلال التناقضات الدينية في عملية تدبير الصراع الدبلوماسي ضد الوحدة الترابية المغربية عن طريق ربط علاقات مشبوهة بعدد من المنظمات التبشيرية المسيحية الغربية، خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا والتعاون مع الجماعات المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل.

لقد أدت التغيرات التي شهدها العالم في العشرين سنة الأخيرة إلى تحولات كبيرة في مسار قضية الوحدة الترابية المغربية إذ انتقلت من مجال الصراع المسلح إلى المجال الدبلوماسي والدولي، وذلك من أجل إيجاد مخارج التسوية السلمية للنزاع و تحقيق حل سياسي تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة و إقناع القوى الدولية بالمقترحات والحلول الكفيلة بإيجاد اتفاق تام وشامل يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤدي إلى غلق الملف بشكل نهائي.

ورغم اعتماد قيادة البوليساريو على الدبلوماسية الجزائرية ودعم اليمين الاسباني واليسار الأوروبي المتطرف في التسويق لأطروحة الانفصال، فقد عملت على فتح مجال آخر لكسب الحلفاء والداعمين على المستوى الدولي، وذلك عبر استغلال المؤثر الديني من أجل حشد الدعم لأطروحاتها وإيجاد مصادر التمويل والمساعدات الاغاثية التي يستغلها قادة البوليساريو للاغتناء، حيث وجدت الحركة الانفصالية في الجماعات المسيحية والمنظمات التبشيرية والإغاثية التي تعمل على محاربة الهوية الإسلامية وبث بذور الانشقاق في العالم الإسلامي حليفا جديدا مستعدا لتقديم يد المساعدة من أجل ضرب الوحدة الترابية المغربية وخدمة المخططات الاستعمارية القديمة في تقسيم المنطقة ومسخ هويتها الحضارية… وذلك عبر تنظيم عدد من الملتقيات تحت مسمى ”حوار الأديان من أجل السلام” الذي تنظمه منظمة مشبوهة أسسها البوليساريو تسمى بالرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي والتي يتولى إدارتها محجوب محمد سيدي حيث أصبح الملتقى تجمعا سنويا لمئات المبشرين المسيحيين من أوروبا والولايات المتحدة لزيارة المخيمات والقيام بالإعمال التبشيرية بها .

ومن أهم المنظمات المسيحية التي تنشط بكثافة في مخيمات تندوف حركة ”Christ the Rock Church” التي يوجد مقرها ببوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية وترأسها جانيت لاينز التي تستقبل كل سنة بالولايات المتحدة حوالي 200 طفل صحراوي من مخيمات تندوف تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 سنة حيث بدأت هذه الكنيسة نشاطها بمخيمات تندوف منذ سنة 1999 وذلك عبر تنظيم زيارات مستمرة للبعثات التبشيرية إلى المخيمات والإشراف على البرامج التعليمية التي يتلقاها الأطفال هناك.

كما ترأس جانيت لاينز منظمة ”نوت فور كونت انترناشيونال” التي تدعي الاشتغال في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الدولية، وتتدخل باستمرار لدى اللجنة الرابعة للأمم المتحدة للدفاع عن أطروحة البوليساريو كما أنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع منظمة روبرت كينيدي ورئيستها كيري كينيدي التي تربطها علاقات وطيدة بانفصالي الداخل خاصة المدعوة امينتو حيدر، حيث سعت في عدد من المناسبات إلى استغلال مكانتها كمنظمة غير حكومية دولية لإصدار تقارير منحازة ومزيفة عن خروقات وهمية لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية بينما تتجاهل الوضع الكارثي للمحتجزين في مخيمات تندوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *