آخر ساعة

كلية الآداب بأكادير تحتضن يوما دراسيا حول النقوش الصخرية وسبل الحفاظ عليها

نظم طلبة ماستر تراث وتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر، بشراكة مع المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكاير، يوما دراسيا حول “النقوش الصخرية .. الأهمية وسبل المحافظة”، على هامش معرض النقوش الصخرية التي تحتضنه كلية الآداب والمفتوح في وجه العموم.

وفي هذا السياق، قال أحمد أوموس مدير المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكادير إن “هذا النشاط تأتي في إطار المصاحبة والدعم المعنوي والمادي للطلبة الباحثين في مجال النقوش الصخرية بالنظر إلى دورهم الفعال كشركاء في التعريف والجرد والمحافظة على النقوش الصخرية”.

وأضاف أوموس أن المحافظة على النقوش الصخرية تمكن في أربع عناصر في مقدمتها التعريف والجرد، والتوعية والتحسيس إلى جانب الحماية القانونية عبر تشريع قوانين رادعة وكفيلة بحماية هذا الفن الصخري من النهب والتدمير، داعيا إلى ضرورة توظيف تلك المواقع في التنمية المحلية لتصبح بجانب كونها مواقع أثرية موارد اقتصادية تساهم في تحسين عيش الأفراد.

من جانبه، اعتبر المسؤول عن ماستر تراث وتنمية عبد الواحد أومليل أن اليوم الدراسي كان ناجحا وفرصة لتبادل التجارب بين الحضور والمتدخلين المتخصصين في النقوش الصخرية الذين يمتلكون تجربة طويلة في هذا المجال، وهو ما مكن الحضور، حسب أومليل، من الإطلاع على أماكن الفن الصخري بالمغرب، وكذا أهمية هذا الموروث وطرق المحافظة وتثمينه.

وشدد أومليل على أن هذه الأنشطة مهمة لتكوين الطلبة، مبرزا أن “الطالب جزء مهم  من المجتمع وعبره يمكن أن نخاطب شريحة واسعة من المجتمع، لما يمكن أن يقدمه الطالب في هذا المجال من توعية وتحسيس لأسرته ومحيطه”.

وفي تصريح لـ “مشاهد.أنفو”، أشار الطالب الباحث حفيط زري عن اللجنة المنظمة، أن طلبة ماستر تراث وتنمية، يسعون من خلال هذا النشاط إلى التعريف بالفن الصخري كموروث ثقافي غني بالإيحاءات، مضيفا أن الطلبة يهدفون إلى “التحسيس بضرورة المحافظة عليه من الإندثار وكذا الخروج بمجموعة من التوصيات التي نأمل إخراجها إلى أرض الواقع”.

من جانبها، أوضحت زينب العمراني محافظة متاحف، وباحثة في المركز الوطني للفنون الصخرية بمدينة أكادير، أن “النقوش الصخرية مكون تراثي مهم وحساس فيما يتعلق بالحماية، على اعتبار النقوش الصخرية عبارة عن متحف في الهواء الطلق، وهو الأمر الذي يصعب من إمكانية حمايتها من العوامل الطبيعية والبشرية عكس المكونات التراثية الآخرى التي يمكن الحفاظ عليها بوضعها في متحف، حيث أن قيمة النقوش الصخرية تكمن في بقائها بموقعها الأصلي، وإذا ما خرجت عنه فإنها تفتقد معناها”.

وأبرزت العمراني أنه “للمحافظة على النقوش وتنميتها ينبغي الدخول في شراكات عدة مع مجموعة من الفعاليات والمؤسسات الوصية عل اعتبار أن حماية التراث الصخري ليست حكرا على المتخصصين بل مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع  بما في ذلك أفراد المجتمع المدني”، مشيرة أن “مواقع النقوش الصخرية كغيرها من المواقع الأثرية غالبا ما تعاني من تداخل المؤسسات الوصية، وكل مؤسسة تشتغل على حدة، في غياب لأي تواصل وتنسيق مع باقي الجهات”.

وعن انطباعاته حول هذا اليوم الدراسي قال محمد داود باحث في ماستر تاريخ جنوب المغرب بكلية الآداب أكادير، إن “هذا اليوم مليء بالثقافة وبالتوعية وبالتحسيس، واستفدت أمورا كثيرة كنت أجهلها عن الفن الصخري، وتعرفت على سبل المحافظة عليه”.

وفي ختام اليوم الدراسي، أصدر الباحثون مجموعة من التوصيات، تدعو إلى تشجيع الطلبة على البحث في ميدان الفن الصخري خصوصا الطلبة المنتمين إلى المناطق التي يتواجد فيها هذا الفن، والبحث عن مصادر جديدة لتمويل الأبحاث، بالإضافة إلى التنسيق مع السلطات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني.

كما دعوا إلى العمل على طبع وإصدار بحوث الطلبة في هذا المجال، وخلق موقع الكتروني خاص بمستجدات الأبحاث حول الفن الصخري، والتفكير في خلق جمعية للطلبة الباحثين، والقيام بخرجات تحسيسية للساكنة بأهمية النقوش الصخرية من أجل المحافظة عليها، علاوة على تنظيم أنشطة بين المجتمع المدني وكلية الاداب والعلوم الانسانية بشراكة مع المركز الوطني للنقوش الصخرية.

kinokiste

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *