حوادث

نهاية مأساوية لطالب اختفى بمدينة أكادير .. البحر يلفظ جثته

كان الطالب “عبد الله اسكرار” يقطن رفقة اثنين من اخوته داخل غرفة للكراء بحي الداخلة وسط مدينة أكادير، وقد اختار هذا المكان ليكون قريبا من جامعة ابن زهر التي يدرس فيها بشعبة اللغة الفرنسية، ويتكفل بمصاريف أخويه ويوفر بعضا من المال لعائلته التي تعيش بتمنار ضواحي اقليم الصويرة.

وكان يشتغل لتوفير كل تلك المصاريف في الفترة المسائية بإحدى مقاهي المدينة، ومع مرور الوقت وتزايد الضغط عليه، بدأ أصدقاؤه يلاحظون تغيرا في مزاجه بحيث أصبح سريع القلقل محبطا وازداد همه في فترة الامتحانات الأخيرة مما جعله يتخلى عنها ويقرر عدم اجرائها.

الطالب وفي غفلة من الجميع خرج من الغرفة، وفضل التوجه لوجهة مجهولة، حيث استيقظ اخوته صبيحة يوم 11 فبراير 2015 ليجدوا أخاهم عبد الله المعيل الوحيد للعائلة مجرد ذكرى تتبثها بطاقته الشخصية وبطاقة الطالب وكتبه ومحاضراته وملابسه المتناثرة في أجزاء من الغرفة.

انتظر الأخوان الساعات وبعدها اليوم واليومان، وبدأت العائلة والأصدقاء في رحلة البحث عن عبد الله التي استمرت لأيام، استعملوا فيها جميع وسائل البحث المتاحة بما فيها “الفايسبوك” والجرائد الالكترونية المحلية، حيث تم إطلاق إعلان عن متغيب.

وصبيحة السبت 21 فبراير 2015، تلقت الأسرة خبر العثور على جثة بشاطئ أكادير، ملامحها تشبه ملامح ابنها عبد الله الغائب. استدعت السلطات الأمنية الأب وبعضا من أفراد الأسرة ليقف الجميع على هول الصدمة؛ عبد الله الذي غاب عن الأهل والأصدقاء في البَرِّ لمدة تزيد عن 10 أيام، هاهو اليوم يعود من البحر ولكن .. جثة هامدة لفظتها الأمواج.

الأب في اتصال هاتفي معه، أشار إلى أن العائلة بقدر ماتحس بنوع من الألم في فقدان ابنها، إلا أنها وبالمقابل راضية بالقضاء والقدر. فعلى الأقل حصلت على جثة ابنها وستعرف أين تجده ولو ميتا بالمقبرة للترحم عليه.

وبرحيل الطالب عبد الله يرحل معه السبب الحقيقي وراء وفاته التي مازالت مجهولة، وترك وراءه سؤالا عريضا: هل هي موتة طبيعية أم انتحار نتيجة ضغوطات مورست عليه جراء تحمله مسؤولية أسرة تعاني الفقر والإملاق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *