المشهد الأول

دعوة للمساعدة على الفهم

هل هي تسخينات انتخابية فقط، أم ظاهرة هيكلية أصبحت لصيقة بالمشهد الحزبي بالمغرب، إنها مدفعية الكلمات والعبارات والاتهامات مابين بن كيران من جهة وقادة أحزاب المعارضة من جهة ثانية، وهي الاتهامات التي بدأت تجد حيزا كبيرا لها على أعمدة وسائل الإعلام .. تبادل للتهم وبحث عن الهفوات والزلات سواء الكلامية أو الموقفية للنيل من هذا أوذلك .. لقد تحول السجال السياسي إلى سيرك مضحك مبكي فعلا.

هذه نماذج ودعوة للمساعدة على الفهم:

قال بن كيران: «المعارضة الحالية فاقدة للمُبادرة وما عَرفَاش ماذا ستقوله في حق هذه الحكومة بعدما استنفدت كل الطرق لعرقلة هذه الحكومة .. ماذا سنفعل مع من جمَعَ بين داعش والموساد والنصرة في شخص واحد، كيف دار ليهم .. خرجوا المظاهرات المخدومة لي ضحكت علينا العالم، وتعداو فيها على بعض الحيوانات عوضا أن تبقى في البراري ترعى من عند الله، وعندما لم تنجح أدخلوا الناس للقاعات وسدُّو عليهم الباب.

وقال شباط: « إذا أراد بنكيران أن نتبادل ثروتنا فمرحبا، اعطيه ممتلكاتي ويعطيني ممتلكاته .. بن كيران هو من حمى الفساد والمفسدين ووضع يده في يدهم، بسياسة عفا الله عما سلف والزيادة في ثمن كل شيء».

وقال العماري: «أعرف “ولد بنكيران” كما يعرفني هو كذلك، وأعرفه جيدا حين كان يشتغل مع صهره في مطبعة غير مرخصة، وكنت حينها أشتغل في شركة للطباعة، أبيع له الكاغيط .. أدعوه للابتعاد عن الابتزاز السياسي .. نتساءل ممن يخاف رئيس الحكومة، هل من تنظيم سري يريد أن يقتله؟ هل يخاف من تنظيم داعش؟ أنا أمشي في الأسواق، وأعرف ثمن الطماطم، والسمك، وأشعر بالأمن والأمان ولا أخاف أحدا، فليخبرنا ممن يخاف زعيم القتلة؟ أم أنه خائف من الشعب؟ اشنو عمل للشعب في حياته زعيم القتلة؟».

وقال لشكر: «… إن الصفات التي يتميز بها هتلر وموسوليني اجتمعت في تصرفات وتعاملات بنكيران، حيث حاول مستغلال نفوذه في الحكومة من أجل أن يتدخل في الطريقة التي يتم بها انتخاب زعماء الأحزاب … إن ما يدعيه بنكيران حول تمكنه من توفير الملايير من الدراهم في صندوق المقاصة، كذب وبهتان، إذ أن ذلك راجع إلى الحسابات التي تنهجها الدول العظمى، وخاصة الولاية المتحدة الأمريكية ضد روسيا، وما نتج عن ذلك من انخفاض كبير في أسعار البيترول، كاشفا أن المغرب يشتري اللتر الواحد من البنزين بأقل من 4 دارهم ونصف.. إن سياسة بنكيران الاقتصادية تضرب مصالح الفئات البسيطة، وأن المغاربة يصبرون عليه، ليس لأنهم يحبونه، بل لأنهم يقدرون جيدا ما يجري في البلدان المجاورة ولا يريدون أن يلحق وطنهم ما حل ببلدان الربيع العربي من مآسي».

وقال بن كيران: « … إن المعارضة تحاول التشويش على انجازات الحكومة بطرق غير فعالة … إذا سألتموني عن  استمرار مشكل البطالة فهذا صحيح.. وإن آخذتموني عليه فسأقبلها منكم وسأعمل ما في جهدي للقضاء عليه أو تقليصه … أنا لا أقول لكم أن كل شيء بخير لكن ليس من الممكن إصلاح كل شيء في ثلاث سنوات ولازالت هناك العديد من المشاكل التي لازالت لم تحل ومنها مشكلة المخدرات، والعديد من المشاكل الأخرى، لماذا تبتعد المعارضة عن انتقاد الحكومة في مثل هذه الجوانب المهمة، واتجاهها نحو الإيقاع بين رئيس الحكومة و أندية كرة القدم أوالوقوف على كلام رئيس الحكومة في جلسة المساءلة الشهرية واخراجه عن سياقه…إنه تقصير من المعارضة في أداء واجبها الدستوري المتمثل في الالتصاق بهموم المواطنين و الدفاع عن مصالحهم».

وقال شباط: «..ليس مفهوما إطلاقا أن يقول رئيس الحكومة أن الفساد غلبه، وهو لديه النيابة العامة ووزارة العدل ووزارة الداخلية وكامل المسؤولية حسب الدستور الجديد، بل هو من حماه، فعوض أن يتوجه نحو المفسدين الحقيقيين فتح لسانه الطويل على القيادات السياسية ليموه على الشعب المغربي … إن أول ما قام به رئيس الحكومة في هذا السياق هو أنه مد يد العون إلى المدير العام للخطوط الوطنية الملكية..وهذا مثال على حماية الفساد، لأن الفساد الذي كان في الخطوط الوطنية الملكية ليس في أي جماعة قروية ولا بلدية ولا أي حكومة».

وقال العماري:«.. إن نزول رئيس الحزب الأغلبي بالخطاب السياسي إلى الدرك الأسفل، إنما يتعمد من ورائه تشويه المؤسسات الوطنية وتقويض المجهودات التي يبذلها الوطنيون الصادقون للرفع من شأن الوطن…وأن رئيس الحزب الأغلبي واهم ويائس في سعيه إلى اختراق وزرع الفتنة في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة».

وقال لشكر: «…أطلب من الملك محمد السادس التدخل قصد منع بنكيران من الانشغال بالقضايات التافهة التي يلهي بها الرأي العام عن القضايا المصيرية.. لأنه يجب فتح تحقيق مع رئيس الحكومة، حول عدد من قضايا الفساد التي يقول أنه يعلم بها ولا يفتح فيها تحقيقا».

في الأخير من يكون ضحية هذا التشويش غير المسبوق؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *