كواليس

حكاية مصاب بالهيموفيليا مع مسؤولي الصحة بأكادير

أصيب أحد مرضى الهيموفيليا بحادثة سير بإقليم تارودانت، مما تطلب اعطاءه علاجات مستعجلة لإيقاف نزيف الدم بسبب حادثة السير من جهة ومن جهة أخرى بسبب إصابته بمرض الهيموفيليا.

فمرض الهيموفيليا، أي مرض نزيف الدم، عبارة عن خلل وراثي في المادة التي تمنع الدم من التخثر، إذ أن فقدانها يعرض المرضى لنزف تحت الجلد أو في المفاصل أو تحت العضلات عند تعرضهم لأي إصابة أو جرح بسيط.

فحالة هذا المصاب تتطلب منحه دواء خاص لايقاف نزيف الدم، حيث قامت إدارة مستشفى المختار السوسي بتارودانت بنقل المريض إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير على وجه السرعة، حيث تم تقديم اسعافات أولية عبر توفير كمية من الدواء المساعد على تخثر الدم لإيقاف النزيف، بعد تدخل رئيس جمعية مرضى الهيموفيليا لجمع الدواء لدى المرضى.

وبدأت معاناة المريض منذ دخوله مستشفى الحسن الثاني يوم 15 مارس 2015، حيث تبين أن إدارة المستشفى لا تتوفر على الدواء المساعد على تخثر الدم، وإيقاف نزيف المريض، حيث تدخل رئيس جمعية مرضى الهيموفيليا ووفر كمية من الدواء عبر جمع الدواء لدى المرضى بأكادير في غياب تام لإدارة المستشفى ومندوبيتها الإقليمية.

وبعد مرور 48 ساعة على تواجد المريض بقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني دون علاج يذكر خاصة الإسعافات الأولية، ومنها توقيف النزيف، وإجراء عملية جراحية للمصاب بسبب كسر مزدوج نتيجة حادثة السير.

وبعد اتصالات بوالي الجهة ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول الحالة الحرجة لهذا المريض، تحرك، أمام الضغط، المندوب الجهوي وإدارة المستشفى من اجل إرسال طلبية لشراء الدواء من الدرالبيضاء ولم تتوصلت بها مصالح المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني إلا صباح يوم الأربعاء 18 مارس أي بعد ثلاث أيام من دخول مريض الهيموفيليا للمستشفى.

وكان والي الجهة قد وضع رهن إشارة المريض طائرة مجهزة لنقله لأحد المستشفيات بالدارالبيضاء بعد علمه باستحالة علاجه بأكادير.

وفي اتصال لـ “مشاهد.أنفو” مع المدير الجهوي حول إمكانية نقل المريض لأحد المستشفيات بالدالبيضاء، أكد أن المريض يتلقى العلاجات الضرورية ولاداعي لنقله لمكان آخر، وبالمقابل فندت عائلة المصاب ورئيس جمعية الهيموفيليا قول المسؤول الجهوي عن الصحة وأن الدواء غير متوفر بصيدلية المستشفى، وهذا ما عاينته “مشاهد” بالفعل.

فكيف يصرح مسؤول جهوي للصحة عكس الحقيقة ويعرض حياة مريض للخطر، وعدم السماح بنقله إلى مستشفى آخر؟

وعاينت “مشاهد.أنفو” نقل المصاب على مثن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعي بمراكش مساء الأربعاء 18 مارس 2015، وهذه الحالة تطرح أكثر من علامة استفهام حول غياب الأدوية بالمستشفيات العمومية ومنها المستشفى الجهوي الحسن الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *