خارج الحدود

التونسي جابر .. من تلميذ انطوائي إلى قاتل في متحف باردو

كان جابر الخشناوي تلميذا انطوائيا في المدرسة الثانوية قبل ان يسافر فجأة الى ليبيا حيث تلقى تدريبات على حمل السلاح، وعاد ليشارك مع مسلح اخر الاربعاء في هجوم دموي على متحف مدينة باردو وسط العاصمة تونس.

وأدى الهجوم الذي تبناه الخميس تنظيم الدولة الاسلامية الى مقتل 20 سائحا اجنبيا، أغلبهم غربيون، وعنصر امن تونسي.

وأطلق جابر وشريكه ياسين العبيدي النار من رشاشيْ كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف.

وقتلت الشرطة المسلحين عندما اقتحمت المتحف الذي يقع على بعد أمتار من مقر البرلمان التونسي.

وقال أحد اقارب جابر لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه ان الشرطة أوقفت ليلة الاربعاء-الخميس عز الدين، والد جابر، وشقيقيه ماهر ومراد وشقيقته لبنى.

وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان الخميس ان الشرطة “تمكنت من إيقاف أربعة عناصر على علاقة مباشرة بالعملية” في اشارة الى الهجوم على المتحف.

ولد جابر، بحسب قريبه، سنة 1994 في قرية “ابراهيم الزهار” التابعة لمعتمدية سبيبة من ولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر.

نشأ الشاب في عائلة “متدينة ومتواضعة لكنها غير فقيرة” وفق المصدر نفسه الذي قال ان جابر كان انطوائيا منذ طفولته.

تعيش عائلة جابر من قطعة أرض زراعية يملكها الأب، وتقطن منزلا بغرف عديدة مزوّدا بالكهرباء ومياه الشرب وفق مراسل لفرانس برس.

وقال قريب جابر ان كل سكان قرية ابراهيم الزهار، متدينون وقليل منهم “متشدد” لكنهم ليسوا “سلفيين جهاديين”.

وتابع جابر دراسته في المعهد (المدرسة) الثانوي لمعتمدية سبيبة، وكان من المفترض ان يجتاز امتحان البكالوريا هذا العام.

ويعمل ثلاثة من أعمام جابر في هذا المعهد، أحدهم مدرس فلسفة والآخر مدرس تربية بدنية (رياضة) والاخير ناظر.

وكان الشاب يؤم تلاميذ المعهد في الصلاة. ولم تعرف عنه علامات تطرف ولا القى خطبا متشددة خلال الفترة التي قضاها اماما في المعهد.

اختفى الشاب فجأة منذ شهر كانون الاول/ديسمبر 2014 بعدما تابع الدراسة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من السنة الدراسية، وفق قريبه.

وقد علمت عائلته في وقت لاحق انه غادر الى ليبيا.

وأكدت وزارة الداخلية إثر الهجوم على متحف باردو، ان جابر انتقل فعلا مع شريكه في الهجوم على المتحف، الى ليبيا حيث تلقيا تدريبات على حمل السلاح.

وفي وقت سابق، أبلغ والد جابر الشرطة ان ابنه اتصل به من رقم هاتف عراقي، مرجحا ان يكون موجودا في العراق.

وبحسب وزارة الداخلية التونسية يقاتل آلاف من الشبان التونسيين مع تنظيمات اسلامية متطرفة في سوريا والعراق وليبيا.

وقال قريب جابر ان الشاب كان قريبا بشكل خاص من شقيقته لبنى التي وصفها بانها “كاتمة اسراره”.

واضاف ان الأخيرة أجرت عملية جراحية على عينها بمبلغ 5000 دينار (نحو 2500 يورو) دفعها جابر كاملة.

ويعتبر هذا المبلغ كبيرا في تونس إذ يعادل تقريبا اجمالي متوسط الدخل السنوي للفرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *