متابعات

أبريل آخر… موعد أكاذيب قيادة الرابوني

شكلت قضية الصحراء المغربية لعقود، مصدر اهتمام المواطنين الصحراويين بالأقاليم الجنوبية، بين أغلبية مقتنعة بمغربية الصحراء وأقلية أوهمتها قيادة البوليساريو بضرورة تطبيق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.
اندفاع هذه الأقلية واعتقادها الخاطئ بعدالة قضيتها، جعلها تنخرط كليا تطبيق سياسة عصابة الرابوني واملاءاتها التي عفا عنها الزمان ودحضها التاريخ.
أربعة عقود عاشت فيها هذه الأقلية في محنة وظروف نفسية عسيرة بسبب خذلانها من طرف متنفذي البوليساريو التي لم تعد تبيع للشعب الصحراوي غير الوهم والسراب، لا سيما بعد الفشل المتكرر لسياستها الخارجية، أمام تفوق ملحوظ للدبلوماسية المغربية في العديد من المحطات آخرها إقامة ملتقى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، الذي واجهته قيادة الرابوني مدعومة من الجزائر بالرفض والتنديد على إقامته ومحاولة منها بالضغط على المنتظم الدولي بغية عدم تنظيمه حسب تعبير عصابة الرابوني في « أرض متنازع عليها”.
لقد فرض الواقع نفسه، لتنضاف بذلك هذه المحطة إلى قائمة الهزائم المتوالية التي تتلقاها هذه القيادة الفاشلة في تدبير شان قضية الصحراء وهذا طبيعي جدا ومتوقع من قيادة لا تمتهن سوى سياسة جمع الأموال والتبرعات المرصودة للشعب الصحراوي وتكديسها في أرصدة خاصة. وإذ أن آخر ما يفكرون فيه هو تحقيق أي انجاز يذكر على مستوى القضية ماداموا هم يعيشون حياة الرفاهية غير مكثرتين بمعاناة شعب رهن مصيره في أيادي آثمة جعلت من القضية تجارة لجلب المال والجاه.
فقد قدر على الشعب الصحراوي أن يتجرع الاكاذيب من القاصي و الداني لدرجة تكيفه مع مثل هذه الإشاعات التي تروج وعلى رأسها قيادة الفساد التي دأبت على نسج خيوط مسرحية في مطلع كل سنة، مروجة بأن شهر ابريل من كل عام قد يحمل الجديد في محاولة لإقناع من يعانون الويلات والقهر بمخيمات الذل والعار، بان يصدقوا كذبة أبريل هذا العام في انتظار عام جديد وكذبة جديدة.
سقط القناع عن عصابة الرابوني، وأصبح الصحراوي الذي هو أحوج إلى أن يجعل من هذه السنة سنة الحسم مع القيادة الهرمة والقطع مع تصرفاتها المستفزة المبنية على الوازع القبلي العنصري المقيت، وشراء الذمم لإذكاء الفوضى والقلاقل بالأقاليم الصحراوية… ووجب في هذه المرحلة على هذه الأقلية الواهمة تقييم الحصيلة وماذا جنت من أربعة عقود خلت، غير تشتيت الروابط الأسرية بين الصحراويين، وإشعال فتنة القبلية، التي لن تزيد الوضع إلا تأزما، ويبقى الخاسر الوحيد هم الصحراويون التواقون إلى العيش في كرامة وإنسانية، ولم يبق أمام الذين آمنوا بمشروع الجبهة ـ على قلتهم ـ سوى استخلاص الدروس والعبر، وذلك بالانصهار تحت راية المغرب الموحد، الغني باختلاف مكوناته القبلية و الاجتماعية، والضامن لكرامة مواطنيه بمختلف انتماءاتهم الجغرافية والقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *