الشريط الأحمر | حوادث

الانتحار .. العلاقة المشتركة بين سقوط طائرتي أكادير وبرشلونة

أفادت التحقيقات الأخيرة التي قامت بها السلطات الألمانية أن مساعد الطيار، أندرياس لوبتز البالغ من العمر الثامنة والعشرين، الذي تعمد إسقاط طائرة “جيرمان وينغز » فوق جبال الألب الفرنسية، كان يخضع لمتابعة طبية بسبب إصابته بالإكتئاب الحاد.

وقال برايس روبين المدعي العام في مدينة مارسيليا الفرنسية، في وقت سابق، استنادا إلى معلومات عثر عليها من جهاز التسجيل في الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، إن مساعد الطيار كان وحيدا في مقصورة القيادة حين هوت الطائرة، وإنه جعلها تهوي عمدا بينما كان قائد الطائرة محجوزا خارج المقصورة.

وقال روبين إن التسجيلات الصوتية التي عثر عليها أفادت أن المقصورة من الداخل كانت صامتة تماما أثناء الهبوط، بينما سمع طرق الطيار على الباب. وأفادت مصادر التحقيق أن الطيار قام بمحاولات مستميتة للعودة إلى مقصورة القيادة، دون جدوى.

وقال روبين “سمعنا صوت الطيار يطلب من مساعده استلام القيادة، ثم سمع صوت المقعد ينزلق إلى الخلف، والباب يغلق. وحين كان مساعد الطيار وحيدا في المقصورة، قام بضغط الأزرار الكفيلة بجعل الطائرة تهبط، وهذه عمليا لا يمكن أن تحدث إلا بشكل متعمد”.

وأحالت هذه الحادثة ساكنة أكادير خصوصا ومتتبعي حوادث الطيران عموما إلى 21 غشت سنة 1994 حين تحطمت طائرة مغربية من طراز ATR-42-312 فرنسية- ايطالية الصنع بمحركين، فقضى كل من فيها: الطيار يونس خياطي ومساعدته الأجنبية صوفيا فوغيغي، وطاقم من اثنين مغاربة، ومعهم 40 راكبا، نصفهم سياح صعدوا إليها من مطار المسيرة أكادير في رحلة رقمها 630 وتستغرق 45 دقيقة الى مطار الدارالبيضاء.

وأفادت التحقيقات آنذاك أن الطائرة فقدت توازنها بعد 10 دقائق فقط من إقلاعها ليلا ووصولها الى ارتفاع 16 ألف قدم، ثم ظهر فجأة على شاشة الرادار أن الطيار خياطي نفسه انحرف بها الى أسفل كما طيار حربي انقض بها على أحد الأهداف العسكرية.

وبدقائق معدودات ارتطمت الطائرة الصغيرة متفجرة بركابها في منطقة أمسكروض البعيدة عن أكادير بـ 32 كيلومترا.

وأكدت التحقيقات التي استندت بشكل خاص الى بيانات الطائرة بعد العثور على صندوقيها الأسودين، أن الطيار خياطي “أوقف الطيار الآلي عن العمل فجأة” وأمعن في إسقاطها عمدا حتى حقق ما أراد، فقضى بعمر 32 سنة مع جميع من كانوا على متنها.

وتم سماع مساعدة الطيار في التسجيلات بعد أن حاولت منعه مما كان ممعنا فيه عندما أدركت نواياه، تستغيث: “النجدة..النجدة.. الكابتن يـ” ثم انقطع صوتها بفعل الارتطام، ورجحت مصادر صحافية آنذاك أسباب انتحار الطيار خياطي إلى “علاقة عاطفية فاشلة” مع إحدى الشابات التي لم تكن سوى مساعدته نفسها صوفيا فوغيغي، القتيلة معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *