ملفات

العقار بالمغرب .. سنةٌ سوداء لـ “أليانس” و”فضاءات السعادة” تنتعش

في الوقت الذي عرف فيه أداء مجموعة أليانس العقارية ترجعا كبيرا خلال السنة الماضية، فضلا عن توالي الحجز على حسابات المجموعة، وتعليق تداول أسهمها في بورصة الدار البيضاء مرتين متتاليتين، شهد أداء مجموعة الضحى بعض التراجع مع تحسن بعض المؤشرات، في حين تمكنت “فضاءات السعادة” من تحقيق نتائج إيجابية بالرغم من التراجع الذي سجله قطاع العقار على مستوى معاملاته للسنة الماضية.

التسويق وقطب البناء عائقان أمام القطاع

التراجع الذي سجلته معاملات قطاع العقار خلال السنة الماضية، يعود إلى تراجع نتائج مجموعة أليانس بسبب ضعف أداء قطب البناء التابع لها، وكذا تراجع رقم معاملات قطب السكن والغولف من جهة. وإلى تراجع عدد الوحدات السكنية التي تمكنت مجموعة الضحى من تسويقها من جهة أخرى.

وأورد تقرير لبنك الأعمال “أبلاين” الفاعل في تدبير الأصول والوساطة في البورصة ووساطة التأمين، أن رقم المعاملات الموحد لقطاع العقار سجل انخفاضا بنسبة 18.3 في المائة خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2013. كما عرفت النتيجة الصافية حصة المجموعة للقطاع خلال سنة 2014، تراجعا ملحوظا بلغت 82.5 في المائة مقارنة مع السنة التي قبلها.

أداء سلبي لمجموعة أليانس

ختمت مجموعة أليانس سنة 2014، على وقع تراجع كبير، طال أرباحها، إذ لم تتجاوز الأرباح الصافية خلال السنة الماضية 130 مليون درهم، مقابل 530 مليون درهم خلال سنة 2013، ما يعني أن المجموعة فقدت نحو 400 مليون من الأرباح الصافية خلال سنة واحدة. وعزت المجموعة هذه النتائج إلى الطرفية الاقتصادية الصعبة والتباطؤ الذي يعيشه قطاع العقار، بالإضافة إلى أزمة السيولة التي تعرفها السوق المغربية.

الوضعية الاستثنائية التي تمر منها المجموعة، لم تقف عند هذا الحد، إذ لم يمر أكثر من أسبوع على إعلان التعليق الأول لتداول أسهم مجموعة أليانس ببورصة الدار البيضاء بتاريخ بتاريخ 7 أبريل الجاري، حتى نشرت هذه الأخيرة، إعلانا آخر بتعليق تداول أسهم المجموعة، يوم الثلاثاء 14 أبريل الجاري، وذلك بعد ستة أيام فقط من إعادة فتح التداول ( 9 أبريل).

ويرى المتتبعون لسوق العقار ووضعية الشركات الفاعلة فيه، خاصة الشركات المدرجة بالبورصة، أن مجموعة العلمي لزرق، تمر من وضعية استثنائية، ساهم في ذلك توالي الضربات التي تلقتها خلال السنة الماضية، وبداية السنة الجارية.

وبالإضافة إلى التراجع الذي عرفه أداء المجموعة، أدت طلبات الحجز على حسابات الشركة من قبل الممولين الماليين والمزودين الآخرين، إلى تعميق أزمة المجموعة. إذ لم تنهي المجموعة تسوية وضعيتها المالية تجاه شركة Comptoir Métallurgique فرع مجموعة “هولماركوم” المملوكة لعائلة بنصالح، حتى أعلن عن تعليق تداول أسهم المجموعة مرة أخرى.

وحسب مصادر متتبعة للموضوع، فقد شرعت أليانس وفق مصادر، في مفاوضات مع المؤسسات المالية الممولة، قصد إعادة جدولة الديون المتراكمة عليها، غير أنها على ما يبدو لم تسفر عن أية نتائج، مع تعليق التداول في أسهم المجموعة أمس الثلاثاء 14 أبريل.

ورجحت مصادر أخرى، أن تتوجه المجموعة نحو التخلي عن قطب البناء، والاقتصار فقط على الانعاش العقاري، شأن المجموعات العقارية الأخرى، غير أن هذا التوجه لم يتضح بعد، خاصة أن مسؤولي مجموعة أليانس، يرفضون التعليق على هذا الأمر.

وفي وقت سابق أكدت المجموعة في بلاغ صدر بتاريخ 7 أبريل، أن المبلغ الذي قامت شركة Comptoir Métallurgique فرع مجموعة هولماركوم المملوكة لعائلة مريم بنصالح، من أجله بطلب الحجز على حسابات مجموعة أليانس، يبلغ 10 ملايين و733 ألف و351 درهم مضيفة أن المجموعة تقوم بمساع بهدف تسوية حبية للوضعية المادية مع فرع مجموعة هولماركوم.

المجموعة حينها أوضح أن المبلغ موضوع طلب شركة Comptoir Métallurgique، يهم قطب البناء التابع للمجموعة، الذي عرف أداء سلبيا خلال السنة الماضية. وقال ذات البلاغ إن مبلغ الضمان الإجمالي الذي تضعه رهن إشارة قطب البناء، لصالح المزودين يبلغ 69 مليون و268 ألف درهم.

الضحى .. تراجع المعاملات

تراجع رقم المعاملات الموحد لمجموعة الضحى خلال السنة الماضية، إذ بلغ 7 ملايير و 36 مليون درهم، مسجلا انخفاضا بنسبة 22 في المائة مقارنة مع سنة 2013. في حين سجلت الأرباح الصافية الموحدة تراجعا هي الأخرى إذ بلغت 1.07 مليار درهم مع نهاية 2014 مقابل 1.71 مليار درهم خلال سنة 2013.

وعلى مستوى التسويق تمكنت المجموعة من تحقيق حوالي 2800 عملية بيع بدءا من فاتح يناير إلى 15 مارس 2015، منها حوالي 1200 عملية بيع لمنتجات مكتملة، أي ما معدله 43 في المائة من مجموع العمليات المنجزة. كما تمكنت المجموعة من تسليم 17 ألف و641 وحدة يصل رقم أعمالها إلى 7,04 مليار درهم، منها ألف و118 وحدة من السكن الراقي، و 16 ألف و523 وحدة من السكن الاقتصادي والمتوسط.

وبالنظر إلى الركود الذي تعرفه بعض منتجات المجموعة، فقد عمدت إلى الحد من إطلاق أشطر جديدة للتسويق، كسياسة حمائية تسعى من خلالها مجموعة الصفريوي إلى تسويق الأشطر القديمة كهدف أول.

وأعلنت المجموعة عن إطلاق “مخطط خلق السيولة”، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار المجموعة وأداءها، وبحسب معطيات المجموعة فقد أتاح التنفيذ الفعلي لهذا المخطط إلى غاية 15 مارس الماضي، الوصول إلى فائض في الخزينة مع تحسن ملموس، حيث بلغ تخفيض الدين الإجمالي للمجموعة حوالي 500 مليون درهم، بتاريخ 15 مارس الماضي، ليكون بذلك مستوى الدين الصافي للمجموعة قد وصل إلى 8 ملايير و821 مليون درهم، إي معدل مديونية قدره 76 في المائة، وهو ما يعني أن المجموعة خفضت من نسبة الدين بحوالي 4 في المائة، منذ بداية السنة الجارية، مقارنة مع السنة الماضية الذي سجلت فيها نسبة المديونية 80 في المائة.

فضاءات السعادة .. توسيع الوعاء العقاري

في المقابل سجلت نتائج فضاءات السعادة خلال السنة الماضية أداء إيجابيا، إذ ارتفع رقم المعاملات الموحدة للشركة بنسبة 62 في المائة بالمقارنة مع سنة 2013، ليبلغ مليار و812 مليون درهم خلال سنة 2014، كما سجلت الأرباح الصافية الموحدة زيادة بنسبة 33 في المائة لتصل إلى 406 ملايين درهم.

وتمكنت الشركة من خفض نسبة مديونيتها بنسبة 20 في المائة لتستقر عند 33 في المائة خلال السنة الماضية مقابل 53 في المائة في السنة التي قبلها. كما وسعت من عمليات اقتناء العقار، حيث تمكنت من حيازة وعاء عقاري جديد في كل من الدار البيضاء ومرتيل بمساحة إجمالية تصل إلى 33 هكتار .

في جانب التسويق حققت الشركة أداء جيدا على مستوى التسويق المسبق وذلك ببلوغ 6 آلاف و216 وحدة خلال سنة 2014. وارتفع عدد الوحدات التي تم إنتاجها خلال السنة الماضية إلى 6 آلاف و680 وحدة.

وعرفت وتيرة تسليم الوحدات السكنية ارتفاعا ملحوظا حيث انتقل من 3 آلاف و732 وحدة تم تسليمها خلال سنة 2013، إلى 5 آلاف و990 وحدة سلمت في سنة 2014، وهو ما يعني ارتفاعا في التسليم بنسبة 61 في المائة.

نُشر بالاتفاق مع موقع “المال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *