متابعات

قيادة البوليساريو تبحث عن ذريعة أخرى «لإلهاء» صحراوي المخيمات

بدأت تعاليق عدد من صحراويي مخيمات تندوف ترتفع، منتقدة بحث قيادة جبهة البوليساريو عن ذريعة أخرى لإلهاء محتجزي المخيمات، فبعد كذبة أبريل الكبرى والتي سمتها القيادة المتنفذة بسنة الحسم، وهي الكذبة التي أبطلتها توصيات مجلس الأمن، والتي جاءت محايدة، تحاول القيادة المذكورة أن تجد وسيلة أخرى لربح بعض الوقت عبر انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام.

وعكست تعاليق الصحراويين بالمخيمات على بعض المواقع أو من خلال صفحات التواصل الاجتماعي حجم اليأس الذي يعم ساكنة المخيمات، ومن بين هذه التعاليق: «انتهى ابريل الذي انتظرنا حتى نهايته لنتأكد أن الحسم ليس إلا كذبة ابريل، وبعد نهايته اتضح للكل حتى أولئك المستعدون دائما لتصديق أي شعار ترفعه القيادة أن شعار الحسم لم يكن سوى أداة لربح الوقت، وإشغال الصحراويين الذين ظهر عليهم التململ من هذا الانتظار الأبدي الممزوج بسلوكيات الفساد وآليات احتكار السلطة».

وانتقلت تعاليق أخرى إلى القول: «إن ثمن الإصلاح داخل جبهة البوليساريو أصبح من الصعوبة بما كان، لأنه صار يتطلب تغيير صناع القرار أنفسهم، وهي إرادة لا تتوفر لديهم».

ووصفت تعاليق ساكنة مخيمات تندوف : «الرئيس محمد عبد العزيز الذي يحكم الجبهة منذ أربعة عقود لأنه يحكم بواسطة أشخاص كلهم رجاله وصناعته ولا يمكنه التخلي عنهم هكذا، ليس وفاءا لهم  بل لأنهم أدواته للتحكم ».

وأضافت التعاليق بالمواقع الإلكترونية أوتلك المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن القيادة الحالية تبحث عن وسيلة جديدة للإلهاء قائلة: «إنه من المنتظر أن يتم خلق مسرحية أخرى شبيهة بشعار الحسم أي ”كذبة أخرى” قصد ربح مزيد الوقت وسترافقه بعض الإجراءات الشكلية لذر الرماد في العيون و محاولة امتصاص الغضب الناتج عن تداعيات كذبة أبريل».

وأبرزت التعاليق المذكورة: «إن الوسيلة التي سيتهدي إليها القيادة المتنفذة بالبوليساريو هو المؤتمر المقبل للجبهة، الذي تفصلنا عنه عدة أشهر، وسيطعم بالإشاعات التي ستقول إن الرئيس لن يترشح لعهدة أخرى، أو إنه سينتخب نائبا».

وأضاف المعلقون أن السيناريو المتعلق بالمؤتمر أصبح مملا لأن الجميع فهم حجم مؤامرة قيادة البوليساريو على ساكنة المخيمات، إذ ستخرج المحطة المقبلة لهذا المؤتمر بتوصية تتكرر باستمرار وهي « أن المؤتمر لا يمتلك عصى موسى».

وقد عكست الاجتماعات الأخيرة لقيادة البوليساريو مدى الضغط الذي تواجهه من لدن لاجئي تندوف، حيث أشارت مصادر «مشاهد» أن اجتماع أمانة البوليساريو شهد نقاطا خلافية قوية من بينها اتهام القيادة بالتستر على غيابات بعض المسؤولين في الجبهة عن أماكن عملهم، من بينها غياب ما يسمى بوزير المياه والأمين العام للوزارة لأكثر من ثلاثة أشهر ما تسبب في تفاقم أزمة العطش التي اجتاحت المخيمات، بالإضافة إلى غيابات مايسمى بوزير الخارجية وبعض السفراء الذين اتهموا بالاهتمام بعائلاتهم ببلاد الباسك».

وأضافت ذات المصادر بأن ساكنة المخيمات تتهم القادة المتنفذين بجبهة البوليساريو بترك المحتجزين بمخيمات تندوف يواجهون مصيرهم بأنفسهم، في حين تقوم القيادة المذكورة باصطحاب عائلاتها لاختيار أماكن اصطياف خارج لحمادة، ويتركون المواطنين تحت رحمة حرارة فصل الصيف، وأزمة العطش المزمنة، وشح المواد الغذائية والتموينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *