آخر ساعة

شرح الواضحات من المفضحات

تفتخر عادة قيادة البوليساريو بأشخاص من داخل الصحراء أطلق عليهم ظلما و بهتانا لقب “الحقوقيون”، و هم في الواقع رجال و نساء تافهين من أزلام البوليساريو مجبرين دائما على ارتداء قناعين الأول كادب أمام العالم وقناع آخر لتلبية نزواتهم ومطامعهم الشخصية.

الجدي الحسين واحد ممن عاشوا تحت سماء واد نون مدافعين عن وهم و سراب اسمه البوليساريو، “عمي الحسين” كما يحلو لنا تسميته كانت لقاءاتنا متعددة معه غير أن ما يجمعها هو خروجه من موضوع اللقاء وبدأه في ” الترصاف” من موضوع لآخر وسندخل في سلسلة وقائع منطلقين من الحكمة الصحراوية ” كلامنا ما رفدوه الدبش” .

في رمضان 2008 اجتمع في بيت الجدي ثلة من بوليساريو الداخل كان من بينهم آنذاك الطلبة النعمة الاسفاري وجمال كريدش، أول المتحدثين كان الحسين الجدي مقدما النعمة الاسفاري كمرسول من طرف قيادة البوليساريو كونه المنسق المحلي بين مكونات الطلبة الحقوقيين من الداخل، وثلاها بقراءة سورة العصر قائلا:”والعصر إن الإنسان لفي خسر” .

الغريب ان الاجتماع كان لمناقشة حيثيات الصراع الدموي الذي وقع في مراكش بين طلبة صحراويين من نفس المدشر واذا ما قررنا العلاقة بين الآية والموضوع لكان يجدر ب”عمي الحسين” ان يعمل بالآية قبل النطق بها والاستناد عليها في مجمل الحديث.

الشعراء عرفوا عند العرب أنهم يهيمون في كل واد وأنهم دائما يقولون مالا يفعلون يعني انه حتى “عمي الحسين” إن قال “وجب على الشباب العمل على اشعال المداشر” فهو لا يعني ابدا أبناءه أو أبناء عمومته وإنما الآخرين الذين راكم في أفعالهم ثروة ودخلا تجود به عصابة الرابوني من داخل تندوف.

الحسين جدي له علاقة وطيدة بالصدف ولا غرابة في ذلك إذا ما تذكرنا المثل القائل ” الصدفة خير من ألف ميعاد” والمناسبة في ذكرنا للفرصة هو كيف أصبح صديقنا هذا المنظر من داخل واد نون مناضلا وحقوقيا وكذا فاعلا في الشأن الحقوقي كما يدعي.

لقد استغل الجدي اعتقاله و جني منه فائدة كبيرة والتهمة هي اصدار شيكات بدون رصيد بمعنى انه خان امانة الناس والاصدقاء على سبيل الضمانة و قد كان حريا به أن يعيد لكل ذي حق حقه لكن أن ينكر الأمر فهذا يعني انه خائن ولان قيادة البوليساريو تسبح في المياه العكرة وتتقوى بالسجناء والمجرمين و الخونة لم يكن لها إلا أن تتبنى قضيته باعتباره معتقلا صحراويا والخلاف هنا ليس في صحراوية الجدي وانما في فعل الشخص ذاته فالمعتقل هو من اعتقِل من اجل أفكاره ومبادئه وقناعاته غير أن “عمي الحسين” اعتقل لانه تجاوز حد الاعتدال وخان الامانة وهاته جريمة في كل نقطة في العالم ولربما تسقط الجريمة والجرم في نظر البوليساريو من داخل تندوف على اعتبار ان حالة الكيان اصلا هي حالة شاذة.

واننا لنتساءل كيف أمكن ل”عمي الحسين” ان يدخل في صراع مرير مع جمال كريدش وذالك لاقتسام كعكة التقرير العام للمواقع الجامعية لمدشر كلميم وهو التقرير الذي شكل نقطة افاضت الكاس في واد نون بين الجدي وكريدش جعلت الاخير يطير على وجه السرعة الى مدينة العيون والعمل على ربط الاتصالات من جديد بأزلامه وبعد توصية من محمد الوالي اعكيك الذي ما من مرة يزكي كريدش كلما تعلق الامر في الجامعات الصيفية او أمام حشد “الحقوقيين”.

عمي الحسين يرفض بشدة مشاركة ابناءه في المظاهرات التي تعرفها مدينة كلميم ،في حين يدفع بالشباب من الداخل الى مواصلة التظاهر حتى يتسنى له تحرير تقاريره التي لا تخرج من جمع للاوراق هنا وهناك وارسالها على وجه السرعة للواقعين خلف الجدار خلاصة القول “كلامنا مرفدوه الدبش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *