هام

هل سيعيد أسود الأطلس الفرحة المفتقدة للجماهير المغربية؟

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الوطنية الجمعة إلى ملعب أدرار بأكادير، حيث سينازل المنتخب الوطني المغربي نظيره الليبي برسم إقصائيات المؤهلة إلى نهائيات النسخة ال31 لكأس إفريقيا للأمم (الغابون 2017)، وذلك في مواجهة لرد الاعتبار لكرة القدم الوطنية وتأكيد عودة الروح لأسود الأطلس (المجموعة السادسة).

وتكتسي هذه المباراة “المفتاح السحري”، معنويا ، أهمية بالغة لكونها تشكل أول مقابلة رسمية للمنتخب الوطني بتشكيلة جديدة تحت إشراف الإطار الوطني بادو الزاكي ، صاحب ملحمة 2004 ، الذي يسعى إلى تأكيد صحوة كرة القدم الوطنية بتحقيق فوز على أرضية الملعب الكبير بأكادير، وبالتالي زرع الدفء والاطمئنان في نفوس الجماهير التي تتطلع بشوق إلى حضور “الأسود” للمرة 16 في نهائيات كأس أفريقيا للأمم.

كما تعتبر مباراة الجمعة، التي سيديرها طاقم تحكيم من غانا يقوده ويليام أغبوفي بمساعدة ديفيد لاريا وداود ودراوغو، نقطة انطلاقة جديدة في مشوار الإقصائيات نحو استعادة مكانة الأسود على الصعيدين الإفريقي والعربي، وبالتالي مناسبة لمحو آثار انتكاسة كأس إفريقيا للأمم الأخيرة حين خرج خاوي الوفاض ومطأطأ الرأس من الدور الأول.

وسيكون مدرب المنتخب الوطني أمام أول اختبار ضمن اللقاءات الرسمية إلى جانب تركيبة بشرية تجمع بين لاعبين محترفين متمرسين وشبان واعدين، وهو التحدي الذي يجب رفعه بجدية لتحقيق نتيجة الفوز وبأكبر حصة ممكنة يعبد بها “أسود الأطلس” طريقهم نحو المونديال الإفريقي وبالتالي وضع قطارها على سكة التألق من جديد وهو ليس غريب على مدرب محنك استطاع صنع ملحمة 2014 بتونس في وقت لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع مباريات من تلك الجودة والفنية ووصول المنتخب المغربي إلى الدور الثاني.

والأكيد أن الناخب الوطني، سعيا منه إلى بلوغ هذا المبتغى الذي طال انتظاره، قد هيأ بعد المباراة الودية ضد منتخب الأوروغواي والتي كانت آخر عرض تجريبي قبل مواجهة منتخب ليبيا، كل الظروف لذلك، باعتماده على تشكيلة تجمع بين الحنكة والفتوة وتتوفر في مكوناتها شروط الجاهزية والعطاء.

فبادو الزاكي يعي جيدا جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه وكذا الأهمية القصوى التي يكتسيها هذا اللقاء لكونه يشكل إحدى مفاتيح التأهل إلى المونديال الإفريقي وبالتالي وليس أمام المنتخب من خيار سوى الفوز. ومهما يكن الأمل وقوة الإرادة في بلوغ النهائيات، فإنه يجب عدم الاستخفاف بقدرات المنتخب الليبي الذي يشرف على تدريبه المدرب الإسباني كليمينتي العارف بخبايا الكرة المغاربية، والفريق الذي تكمن نقطة قوته في تركيبته البشرية المتجانسة التي تتشكل كلها من لاعبين محليين يمارسون في البطولة المحلية.

فالمنتخب الليبي، وإن كان يبدو على الورق خارج دائرة التنافس على بطاقة التأهل إلى نهائيات أكس إفريقيا للأمم، للظروف التي تمر منها البلاد، فإنه يمكن أن يكون مرشحا بامتياز لبعثرة أوراق خصومه في المجموعة السادسة وقلب الموازين في أية لحظة وتكذيب كل التكهنات من خلال تحقيقه نتائج غير تلك المتوقعة. لكن مفتاح بلوغ النهائيات يبقى بيد اللاعبين ورهين بما سيقدمونه بقيادة الإطار الوطني الزاكي والاستعداد بحزم لمنازلة خصومهم الذين وضعتهم القرعة في مواجهتهم، وأن يقنعوا، نتيجة وأداء، حتى يتمكنوا من حجز مكان لهم ضمن الأقوياء عن جدارة واستحقاق.

وبالمناسبة عبرت العناصر الوطنية في تصريحات صحفية عن وعيها التام بأهمية وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها، مبدية استعدادها لتحقيق نتيجة الفوز “الكفيل بإعطاء شحنة قوية والثقة في النفس وضمان الانطلاقة الجيدة في دائرة السباق من أجل الحضور في نهائيات كأس العالم” ، مؤكدة أن “الأجواء التي تسود داخل المجموعة الوطنية جيدة جدا”.

وأضافت أن المجموعة أجمعت على بذل قصارى الجهود من أجل تحقيق نتيجة إيجابية. كما “نعول على دعم ومساندة الجميع لبلوغ هذا الهدف” يتابع اللاعبون.

أما الناخب الوطني فقال إنه متفائل كثيرا بخصوص بنتيجة المباراة وانه يشعر بالرضا التام بعد كل الذي لمسه من حماس ورغبة أكيدة لدى اللاعبين في الذهاب بعيدا في هذه الاقصائيات خلال مدة التداريب التي قضاها معهم ، و” الأكيد أن هذه مؤشرات طبيعية ورائعة تشعرني بمزيد من التفاؤل بخصوص قدرة هذا الفريق على الذهاب بعيدا في كل في كل الرهانات التي سيلعب عليها في مقدمتها مباراة ليبيا”.

وأكد بادو الزاكي أنه ” لا توجد الكثير من الخيارات، الانتصار هو الأهم والظفر بثلاث نقاط لا غير هو شغلنا الشاغل خلال الفترة الحالية والقادمة ” .

وتنتظر “أسود الأطلس” هذه المرة لقاءات ملغومة رغم أنها في المتناول، فبالإضافة إلى منتخب ليبيا، الذي يعد منافسا محترما رغم المشاكل التي تتخبط فيها البلاد، والذي أكد مدربه الإسباني خافيير كليمنتي أنه “على الرغم من كون كفة المنتخب المغربي تبدو على الورق راجحة بالنظر للعناصر المحترفة والمواهب الممتازة التي يتوفر عليها، فإن لاعبيه على أتم استعداد لهذه المواجهة، بعد خوضهم لتجمعين إعداديين الأول في تونس (22 -31 مايو الماضي) والثاني بالمغرب (2-12 يونيو الجاري)، تخللتهما مباراة ودية ضد منتخب مالي (2-2)، الذي خاض هو الآخر تجمعا تدريبيا بمدينة الدار البيضاء (1-7 يونيو الجاري) استعدادا للتصفيات القارية”، سيواجهون منتخبي ساوطومي المغمور ، الذي يمكن اعتباره الحلقة الأضعف في المعادلة الصعبة، بحكم تاريخه الغير معروف على الصعيد الإفريقي ، و الرأس الأخضر ، الذي بدأ يجد له موقع قدم بالساحة الأفريقية بين الأقوياء، وقدم مشاركات متميزة مؤخرا بدورة كأس إفريقيا للأمم كما تغلب في الأونة الأخيرة على منتخب البرتغال في مباراة ودية وهو منافس صعب.

يذكر أن المجموعة السادسة ضمن هذه التصفيات تضم إلى جانب المنتخبين المغربي والليبي، منتخبي الرأس الأخضر وساوطومي، اللذين سيتواجهان يوم السبت المقبل (13 يونيو) على أرضية ملعب الأول.

وتقام الجولة الأولى من هذه التصفيات في الفترة ما بين 12- 14 يونيو الجاري، والثانية (4 – 6 شتنبر 2015) والثالثة (23 – 26 مارس 2016) والرابعة (26 – 29 مارس 2016) والخامسة (2 – 5 يونيو 2016) والسادسة والأخيرة (2 – 4 شتنبر 2016).

ومن أجل تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017، يجب دعم المنتخب الوطني المغربي بكل الوسائل مع ضرورة التحام كل المغاربة من أجل هدف واحد يتمثل في التعبئة الشاملة لمساندة المنتخب الوطني وهو مقبل على دخول غمار التصفيات، التي كان سيغيب عنها مكرها لو لم تنصفه المحكمة الرياضية الدولية. كما يتحتم تعبئة وتضافر جميع الفعاليات الرياضية من جمهور ولاعبين ومسيرين ومدربين باعتبار أن تأهل “أسود الأطلس” هو تأهل للكرة المغربية بصفة عامة وفرصة لإعادة إشعاعها قاريا ودوليا.

وعلى الجميع أن يتذكر حقبة السبعينيات حيث كان المنتخب المغربي مصدر اعتزاز وفخر وسعادة الملايين من المغاربة شبابا ورجالا أطفالا وشيوخا، الذين لم يتوانوا عن الخروج عن بكرة أبيهم كلما فاز أسود الأطلس في مباراة مصيرية أو بلغوا نهائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا للأمم كما كان الشأن عليه عندما تأهلوا إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا بتونس.

ويجب تعبئة جميع مكونات المنتخب المغربي من طاقم تقني وطبي ولاعبين للعمل بجدية حتى لا تضيع منه فرصة التأهل إلى النهائيات وعدم الاستهانة بالمنتخبات المنافسة والتعامل مع جميع المباريات بالمستوى ذاته من الحزم والجدية والحرص على الفوز في المباراة الأولى، التي عادة ما تشكل مفتاح مشوار باقي الإقصائيات.

و قد تم توزع منتخبات القارة على 13 مجموعة تضم كل منها أربعة منتخبات تتنافس في ما بينها بنظام دوري من دورين (ذهابا وإيابا) يتأهل الفائز بصدارة كل مجموعة إلى النهائيات مباشرة، كما يلحق بهم أفضل منتخبين من بين جميع المنتخبات التي تحتل المركز الثاني في مختلف المجموعات ليكون مجموع الفرق المتأهلة إلى النهائيات عبر هذه التصفيات 15 منتخبا وينضم إليهم منتخب البلد المضيف الغابون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *