خارج الحدود

شمس البلدان الاسكندنافية تتحدى فرضا من فروض الإسلام

شمس مدينة كيرونا السويدية الواقعة في أقصى شمال العالم لن تزول قبل غشت المقبل، فماذا يفعل المسلمون الذين يستقرون في هذه المدينة في شهر رمضان؟ فمن المعروف أن الأصل في الصوم هو الإمتناع عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس وحتى غروبها.
صحيح أن الأمر لا يتعلق بعدد كبير من المسلمين في هذه المدينة السويدية، ولكن للأمر بعد ديني وعقائدي مهم، يخص الملايين من المسلمين الذين يلتزمون بالصوم لأكثرمن18 أو 20 ساعة في شمال أوروبا، بينما المسلم في مكة يصوم نحو 14 ساعة في اليوم.
ليس عدلاً
يبدو أن الجدل سوف يستمر حتى يتم الأخذ بالفتوى العقلانية التي تهدف إلى العدل وإعلاء المنطق، فاختلاف ساعات النهار بين بلد وآخر يجعل الأمور لا تتصف بالعدل، فقد وصل عدد ساعات الصوم في رمضان قبل الماضي إلى أكثر من 20 ساعة في بعض الدول الإسكندنافية، ما جعل العودة إلى الفتوى التي تبيح للمسلمين في هذه المناطق الصوم والإفطار وفقاً لعدد ساعات الصوم في مكة أمرا يبدو منطقياً وعادلاً.
فتوى مرفوضة

 

لقد أصدر المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الإسلامية فتوى حول اختلاف ساعات الصيام، حيث تطول ساعات الصيام إلى حد مفرط قد تصل إلى ما يقرب من 23 ساعة. ونظر المجلس في أن يخصص لهذه البلدان ساعات من الصيام تعادل ما يصومه أهل مكة، ثم يفطر الصائمون من أهل هذه البلدان بعد انتهاء الوقت المحدد، حتى ولو كانت الشمس ساطعة.
أو أن يخصص لهذه البلدان ساعات من الصيام تعادل ساعات الصيام في أقصى ما وصل إليه سلطان المسلمين في فتوحاتهم الإسلامية، ولكن المجلس صرف النظر عن هذين الرأيين نظراً لانعدام الدليل في مشروعيتهما ولمخالفتهما للأوقات المحددة للصيام من الفجر حتى غروب الشمس.
اهتمام بريطاني
صحيفة إندبندنت البريطانية، قالت إن هناك توجهاً بتطبيق فتوى الصوم والإفطار مع مكة، حيث تتيح هذه الفتوى للمسلم البريطاني تناول طعام الإفطار والشمس ساطعة، ونقلت الصحيفة عن بعض الأوساط الإسلامية غير المتشددة قولهم إن اتباع مكة في عدد ساعات الصيام يبدو أمراً منطقياً، حيث لا يتجاوز عدد ساعات الصوم 12 ساعة، بينما في بريطانيا يتجاوز 16 ساعة، فلا يعقل أن يصوم المسلم في أبردين أكثر من 18 ساعة، التفكير العقلاني في مثل هذه الأمور هو الحل الأمثل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *