آخر ساعة

ابن غير شرعي اسمه البوليساريو

مقال رأي:

جبهة البوليساريو وليدة مرحلة الحرب الباردة و مؤامرة على المغرب من قبل شرذمة من الدول كل عمل حسب مخططه وحسب مصالحه الضيقة والنتيجة كانت المولود الذي أخرجوه للدنيا طفل طبيعي أو بعبارة أوضح ابن زنا، فكانت ولادة عصابة إجرامية ومرتزقة بلا رؤية شمولية أو هادفة وبلا افاق تحاول الإيهام بأنها حركة تحررية وما هي في الواقع سوى منظمة إرهابية.

ولنتصفح التاريخ القريب لنعرض لأسباب خروج جبهة البوليساريو للوجود، وسنبدأ بالجزائر الأكثر قربا للمغرب تاريخيا وجغرافيا والأكثر استفادة من وجود جبهة إرهابية في المنطقة ويمكن اعتبارها مجرد غطاء للجزائر تخفي عن طريقه صراعها الخفي مع المغرب.

إن الجزائر لم تنس أبدا هزيمتها في حرب الرمال من قبل المغرب، كما أن عقدتها الابدية هو ان ترى الجار الأبدي أفضل منها وأكثر تقدما وله موقع الريادة في المغرب العربي، كما أن الجزائر من خلال خلق جبهة البوليساريو كانت تريد فتح بوابة على المحيط الأطلسي، ولقد شكل الهواري بومدين النواة الأولى لهذه الجبهة بتحويل مجموعة من طلاب الجامعات الجزائرية إلى تنظيم مسلح عن طريق دعمها ماديا وعسكريا.

أما ليبيا فقد مولت البوليساريو في البداية نتيجة سياستها ضد الملكيات، وإسبانيا التي اضطرت للخروج من الصحراء بعد المسيرة الخضراء كانت تخشى من مطالبة المغرب بسبتة ومليلية أيضا وربما بجزر الكناري فدعمت البوليساريو من أجل إضعاف شوكة المغرب.

إن جردنا للأسباب التي كانت وراء قيام جبهة البوليساريو يؤكد بأنها لا تملك أدنى شروط الاستمرار لأسباب موضوعية وتاريخية ابسطها أنها ليست حركة تحررية وإنما مجرد مجموعة من مرتزقة ومنظمة انفصالية وإرهابية تخدم مشروع صانعيها وبالخصوص المشروع الجزائري المحتضن الرسمي لها حيث بلغت قيمة المبالغ المالية التي صرفتها الجزائر لدعم البوليساريو حوالي 200 مليار دولار منذ سنة 1975.

لكن هل الجزائر التي تدعم البوليساريو ماديا وعسكريا وتعمل جاهدة لنزع أكبر عدد من الاعترافات الدولية بها ستتمكن من الاستمرار في الرفع من وتيرة هذه الاعترافات؟ إن مايحدث هو العكس فرغم المساعي الدبلوماسية الجزائرية فإن الاعتراف الدولي بالبوليساريو بدأ يعرف جزرا واضحا ففي الوقت الذي كانت تعترف بها 75 دولة، سحبت العديد من الدول اعترافها ولا يزال سحب الاعتراف مستمرا لأن المساعي الدبلوماسية للمغرب كشفت للعالم عدم شرعية هذه الحركة وأنها مجرد عصابة تعمل تحت المظلة الجزائرية، بالإضافة إلى كشف المنتظم الدولي للخروقات التي يرتكبونها في مجال حقوق الإنسان حيث تعتبر مخيمات تندوف “ستالاكا” كبيرا للنازية الجديدة ، والصور التي تطالعنا على شاشات التلفزيون تؤكد ذلك، كما أن المنظمات الإنسانية وشهود العيان العائدون إلى المغرب هم كذلك يؤكدون ذلك حيث تحولت المخيمات إلى أوكار للدعارة وسجون للتعذيب والاحتجاز.

إن سكان هذه المخيمات يعانون الأمرين ومحرومون من كل الحقوق ويعيشون تحت إمرة عصابة إجرامية توظفهم كورقة لتحقيق أطماعها أو بعبارة أخرى لتحقيق أطماع أسيادها بقصرالمرادية بالدرجة الأولى.

إن الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان مخيمات تندوف وفشل أطروحة البوليساريو هو ما جعل الكثير من الأعضاء السابقين داخل هده العصابة يعودون إلى المغرب بعد أن أطلق الملك الراحل الحسن الثاني نداءه ”إن الوطن غفور رحيم”، ومنذ ذلك الوقت والعائدون في تزايد مستمر ، لأن هؤلاء تبين لهم أن الأفضل لهم العودة إلى وطنهم الأم بدل البقاء في جحيم يعرفون مسبقا عواقب الاستمرار فيه .

إن سكان مخيمات تندوف يعيشون مند أكثر من أربعة عقود تحت رحمة عصابة إجرامية ويعانون من شظف العيش والذل فالشرطة والعسكر يدلونهم ونسائهم يتعرضن للاغتصاب كما أن أموال المساعدات الإنسانية وأموال الدعم المقدمة من قبل الجزائر وبعض الدول والمنظمات المانحة تنهب لتباع في اسواق موريتانيا ومالي.

وما يثير السخرية في أطروحة البوليساريو كونها تعتبر نفسها شعبا مغتصبا وتتطاول على قاموس توظفه الشعوب المغتصبة حقا كفلسطين ومن قبيل هذه المصطلحات، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وهي مصطلحات توظف خارج سياقها ويتبدى انعدام مصداقيتها فلا مجال للمقارنة بين القضية الفلسطينية العادلة وحركة البوليساريو الإرهابية التي هي نتاج حمل غير شرعي خطط له في الظلام.

الأحرى بالبوليساريو أن تقارن نفسها بالمنظمات الإرهابية التي تتبنى العمليات المسلحة قبل وقف إطلاق النار بقرار أممي كما تتبنى التقتيل والعنف والاحتجاز والتعذيب وهدر كرامة المحتجزين وهذا لا ينفي المسؤولية عن الجزائر المحتضن الرسمي لهذه الحركة الإرهابية، فالمنتظم الدولي مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الحركات الإرهابية كلها أضحت تستصدر القرارات ضدها ، أن يدرج جبهة البوليساريو على لائحة القوى الإرهابية التي يجب أن تستأصل وبالنتيجة فإن الجزائر التي ترعى هذه الحركة وتحتضنها عليها أن تتابع أيضا و يطالها القرار ألأممي المتعلق بالإرهاب وبمن يرعونه ويتعاطفون معه.

إن الأطروحة التي تتبناها جبهة البوليساريو عن الشعب الصحراوي لا وجود لها ، لأنه يوجد شعب مغربي فقط، فالصحراويون مغاربة تاريخيا ،وعبر التاريخ كانوا تابعين للسلطان المغربي، و البوليساريو أنبتتها دول الجوار لخلق البلبلة وتحقيق أطماعها ومحاولة عرقلة مسلسل التقدم والتنمية بالمغرب، لكن المنظمات التي لا تحمل أية مشروعية وتتبنى أطروحة وهمية تعتبر نشازا في المنتظم الدولي ولا تستطيع الاستمرار في خداع العالم طويلا وأبدا لأن ورقة التوت ستسقط عنها سريعا ولن تستطيع إقناع العالم بمصداقيتها والدليل على ذلك سحب الكثير من الدول لاعترافهم بها، ومن ثم فإنها تحمل بذور زوالها منذ ولادتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *