الشريط الأحمر | كواليس | هام

مستعجلات مستشفى الحسن الثاني يتحول إلى مقبرة للمرضى

يعيش قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، أوضاعا خطيرة للغاية، نتيجة الإهمال الذي يعاني منه جل المرضى الذين يلجونه في حالات صحية حرجة، حيث يجد هؤلاء أنفسهم في أوضاع جسدية ونفسية صعبة للغاية، نتيجة تفشي التصرفات غير المهنية داخل القسم من رشوة والتراخي في أداء العمل أو الغياب غير المبرر.

وفي هذا الصدد، توصلت “مشاهد” خلال الأسبوع الجاري بقصص مأساوية لثلاث حالات تبرز مدى تفاقم الأوضاع داخل قسم المستعجلات وانعدام سياسة صحية داخله، تتوافق مع الشعارات الرسمية التي ترفعها وزارة الصحة على المستوى المركزي، حيث بات تدخل وزير الصحة، حسب مشتكون، أمرا ضروريا للوقوف على الأوضاع المزرية داخل القسم المذكور.

وتوضح صور حصلت عليها “مشاهد”، كيف أن شابا (الصورة أعلاه) نُقل إلى قسم المستعجلات بسبب جروح خطيرة أصيب بها جراء حادث سير وسط مدينة أكادير، غير أن الأطقم الطبية لم تهتم بحالته ولم تقدم له أي اسعافات أولية رغم الدماء التي تسيل منه، وتُرك لحاله ممدا بسرير في القسم دون أن يتدخل أحد لمعالجته.

وبعد مرور أزيد من أربع وعشرين ساعة على تواجده بالمستشفى، إلا أن الأطقم الطبية واصلت تجاهلها له، رغم أن عائلته الفقيرة دفعت واجبات “الصندوق”، حيث تدخل فقط رجل أمن خاص من أجل وضع بعض الضمادات على جروحه، رغم أنه لا يتوفر على الصفة الأهلية والقانونية للقيام بذلك، فيما لا يزال المريض يعاني الأمرين لحدود الساعة.

الحالة الثانية، تتعلق بمريض يرجح أن مصاب بالتهاب السحايا (المينانجيت)، وهو مرض فيروسي خطير، غير أن الأطقم الطبية لم تتدخل لمعاية المريض، حيث مرت أزيد من 24 ساعة عليه هو الآخر من دون أن تتم معاينته أو إجراء الفحوصات اللازمة عليه من أجل التأكد من نوع المرض الذي أصابه، وهو المرض الذي يتطلب تدخلا طبيا عاجلا لأن التأخر في ذلك يتسبب في وفاة المريض.

ولم تجد عائلته رغم كل النداءات التي وجهتها للأطقم الطبية والإدارية من أجل التدخل بهدف معاينته، آذانا صاغية من لدن هؤلاء حيث ظل كيغره من الحالات الموجودة داخل القسم، يعاني في صمت، وذلك في الوقت الذي أفادت فيه مصادر “مشاهد” أن الأطقم الطبية تلتحق بشكل متأخر بعملها، وتمارسه بتراخي واضح مما يزيد من معاناة المرضى، فيما تبدو تصرفات الممرضين وكأنها نتظر “إكراميات” من أجل التدخل، فين حين لا يتورع البعض منهم على طلب ذلك علانية.

الحالة الثالة التي توصلت بها “مشاهد”، كانت نهائيتها مأساوية، وذلك بعد أن فقد مريض ينحدر من مدينة العيون حايته داخل قسم المستعجلات، حيث كان يعاني من مرض “المينانجيت” الخطير، حيث تعرض هو الآخر للإهمال لمدة أسبوع كامل قبل يلفظ آخر أنفاسه اليوم الأحد.

ويسود داخل قسم المستعجلات تذمر كبير من لدن المرضى وذوايهم، حيث يتسبب عدم الاهتمام بمآسي إنسانية داخل هذا القسم، رغم أن بعض الحالات كان بالإمكان معالجتها في وقت قصير جدا، دون أن تتطور إلى عاهات مستديمة أو وفايات في بعض الأحيان، وذلك بسبب المحسوبية والزبونية التي تنتشر كثيرا في قسم المستعجلات وفي باقي الأقسام كذلك بمستشفى الحسن الثاني بأكادير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *