آخر ساعة | هام

المؤتمر القادم لجبهة البوليساريو على كف عفريت

في إطار مواكبته ورصده للأجواء قبل المؤتمر  المقبل لجبهة البوليساريو، يتطرق موقع ” مشاهد ” للمتغيرات الداخلية التي تعيش على إيقاعها هذه الجبهة، والتي ستؤثر حتما في مجريات ونتائج هذا المؤتمر، الذي تراهن عليه البوليساريو لانقاذ ما يمكن انقاذه، خاصة أن جل مكونات هذه الجبهة تعيش على إيقاع صفيح ساخن، قد يعصف بحاضرها و مستقبلها السياسي.

 

أولى هذه المتغيرات، هو رياح الثورة والسخط التي تهب بقوة على قيادة الرابوني المترهلة والمرتشية، التي يقودها شباب صحراويين أحرار تواقين إلى معانقة أبناء جلدتهم و عموميتهم بالوطن الأم المغرب أطلقوا على أنفسهم لقب “شباب التغيير”.

 

هؤلاء الشباب، على غرار أقرانهم في مختلف الدول العربية، من فرط تجرعهم للذل والمهانة والتهميش والتمييز القبلي، انخرطوا في ثورة على الذات وعلى قيادة الجبهة، مناشدين بالتغيير وبالدمقرطة والشفافية في توزيع الدعم الموجه للبوليساريو، لسان حالهم يقول كفى عبثا ومتاجرة في الأوهام، و مطالبين برفع القيود للالتحاق بالمغرب.

 

”شباب التغيير” يدركون جيدا أنهم محاصرين من طرف قيادة بوليسية تستعين بالأجهزة القمعية و العسكرية للنظام الجزائري، ورغم ذلك أبوا إلا أن يثوروا بإمكانيتهم المحدودة ضد طغيان وتسلط عصابة الرابوني التي ستكون مضطرة لإرضاء طلبات هؤلاء الشباب وتقديم بعض من التنازلات خلال المؤتمر الوطني المقبل لامتصاص ما يمكن من الغضب.

 

ثاني هذه المتغيرات، هو تصاعد حجم الصراع القبلي داخل جبهة البوليساريو، خاصة من طرف قبيلة الركيبات البويهات.

 

فانطلاقا من الحجم التاريخي لهذه القبيلة ومدى أهميتها في النسق الديموغرافي والسياسي للبوليساريو، فان تمرد شيوخ هذه القبيلة وإحساسهم بالتهميش والحكرة من طرف قيادة الرابوني، ينذر بإشعال نار الفتنة داخل جمهورية الوهم، حيث القبيلة تعد من أهم مكونات البنيان السياسي، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إمكانية تحالف مختلف فخدات قبائل ركيبات الشرق مع قبيلة لبويهات.

 

ثالث المتغيرات و هي المعادلة الصعبة، تبقى الحالة الصحية المتردية لزعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ، الذي أصبح عاجزا عن تسيير دفة القيادة، شأنه في ذلك شان داعميه بقصر المرادية.

 

في هذا الصدد، فان المتتبعين لخبايا ما يدور في الكواليس داخل الجمهورية الصحراوية الوهمية، يتنبؤون باشتعال الحرب السياسية حطب نارها النصرة القبلية بين كبار قادة البوليساريو لحسم من سيخلف محمد عبد العزيز، ومن سينال رضى الأسياد جنرالات الجزائر.

 

هذه المعطيات و المتغيرات ستحدد بشكل كبير مسار المؤتمر المقبل للجبهة، حيث سيكون المؤتمرون، أو بالأحرى من يحرك الكواليس داخل الجبهة، أمام إشكالية إنجاح المؤتمر مع الحفاظ على الوحدة بين مختلف المكونات السياسية والقبلية.

 

فهل ستنجح قيادة البوليساريو في إدارة هذا المؤتمر بالشكل الذي ترتضيه الجزائر ؟ وحتى إن نجحت في هذا المسعى، فماذا ستجني سياسيا ودبلوماسيا من ذلك، سوى المزيد من التهميش والإذلال لآلاف الصحراويين المحتجزين غصبا في الستالاك الكبير.

 

إن هذه المعطيات والتطورات تجعل الصحراويين سواء داخل الأقاليم الصحراوية أو المتواجدين بمخيمات تندوف مطالبين أكثر من أي وقت مضى بكسر القيود و الجهر بكلمة كفى أمام قادة الرابوني، الذين لا هم لهم سوى المتاجرة الرخيصة بقضيتهم، دونما الاهتمام بآلامهم وأمالهم في العيش الكريم في ارض أجدادهم أرض “الوطن غفور رحيم”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *