مجتمع

هذه كواليس فوز “الأنصاري” برئاسة غرفة التجارة بجهة درعة تافيلات

فاز محمد الأنصاري عن حزب الحركة الشعبية برئاسة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة درعة تافيلالت لولاية ثانية، وذلك خلال الجلسة العمومية التي انعقدت في مقر الغرفة بورزازات صباح اليوم الإثنين 24 غشت 2015، وحصل الأنصاري على 21 صوتا مقابل 20 صوتا لمنافسه محمد واعزى من حزب الأصالة والمعاصرة من إقليم ميدلت.

كما انتخب الجمع العام النواب الأربع للرئيس وهم على التوالي: عمري علوي مولاي إدريس (بدون انتماء سياسي) وعبد الرحمان باسول (التقدم والإشتراكية) ومحمد بنديدي (حزب الأصالة والمعاصرة)، ومسعودي الحاج عبد الله (حزب الاستقلال).

فيما انتخب احساين زكا من التقدم والإشتراكية أمينا للمال وعبد الرحمان ساعد من نفس الحزب نائبا له، كما تم انتخاب الحسيبن الناصري من التجمع الوطني للأحرار مقررا وعبد العزيز تامر من العدالة والتنمية نائبا له.

ولقد سبق تأجيل الجلسة السابقة ليوم 17 غشت الجاري بسبب عدم اكتمال النصاب ومقاطعة أغلب الأعضاء، وشهدت جلسة انتخاب الرئيس توترا وتشنجا في لحظات كثيرة، كما عرفت تناقضات عديدة لم تقتصر فقط على انهيار تحالف الأغلبية الحكومية بل شهدت عملية التصويت انقاسامات حتى داخل الحزب الواحد.

الأنصاري الإستقلالي يدعم الأنصاري الحركي

100_4422

لوحظ حضور البرلماني عن حزب الاستقلال محمد الأنصاري من الراشيدية ومرشح الحزب لرئاسة جهة درعة تافيلالت ويحمل نفس الإسم الشخصي والعائلي لمرشح الغرفة المنتمي للحركة الشعبية وتجمعهما قرابة عائلية جعلته يقف على جميع التفاصيل المتعلقة باستقطاب الأعضاء ونسج التحالفات من الكواليس منذ أيام إلى غاية إجراء عمليات التصويت، ليكون بذلك مهندسا لفوز محمد الأنصاري بولاية ثانية لغرفة التجارة والصناعة والخدمات.

وبهدوئه المعهود يجلس خلف القاعة ويتابع أطوار الجلسة وبعد فترة من التوتر بين الأغلبية والمعارضة وخلال إعداد اللوائح ترأس اجتماعا مصغرا لبضع دقائق لإعطاء تعليمات وتوصيات لأعضائه الحلفاء حول ضرورة ضبط النفس والعمل على تسجيل أي تصرف أو سلوك صادر عن أعضاء المعارضة في المحضر وتوثيقه بالتصوير بواسطة الهاتف، كما ذكرهم ببعض النصوص القانونية والإجراءات التي يتوجب عليهم القيام بها.

أعضاء من الحركة الشعبية يصوتون ضد حزبهم

كشفت عملية التصويت العلنية منح ثلاثة من أعضاء الحركة الشعبية أصواتهم لصالح مرشح الأصالة محمد واعزى رغم ترشح الأنصاري وتزكيته من طرف حزب السنبلة، ومن بينهم المختار أمكاسو وإبنه عبد المولى أمكاسو، حيث نال هذا الأخير تزكية الحزب في وقت سابق للترشح لرئاسة الغرفة، غير أن غضب الأنصاري وتهديه بالإستقالة جعل الأمين العام للحزب امحند العنصر يتدخل لسحب التزكية منه لفائدة الأنصاري مما خلق شرخا في الحزب.

وفيما رفض أمكاسو الإدلاء بأي تصريح في الموضوع، وصفت مصادر مقربة منه تسيير الحزب في المنطقة بالعشوائي، واستنكر سحب التزكية من عبد المولى أمكاسو الذي وصفه بالشاب الطموح ذو مؤهلات تخول له خوض تجربة جديدة في التسيير للغرفة.

ويضيف المصدر نفسه أنه تصويتهم لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة لا يعني بتاتا رغبتهم في الإلتحاق بهذا الحزب وإنما دعما لمرشح الرئاسة محمد واعزى الذي يتوفر على كفاءة عالية ومستوى مهني في التسيير والتدبير بخلاف مرشح الحركة الذي خاض تجربة في رئاسة الغرفة غير ناجحة وعليها العديد من المؤاخذات على حد تعبيره.

انقسام واتهامات بين أعضاء العدالة والتنمية

100_4429

حصل حزب العدالة والتنمية على ثلاثة مقاعد في غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت، ومنذ بداية المشاورات لتشكيل مكتب الغرفة اتسم موقف الأعضاء الثلاثة بالتماسك وعبروا عن دعم تحالف الأغلبية الحكومية وعدم، غير أن هذا التماسك لم يستمر، حيث صوت ادريس بوالعيد من منطقة زايدة بإقليم ميدلت على مرشح الحركة الشعبية “محمد الأنصاري” ورفض دعم ابن منطقته مرشح البام محمد واعزى، فيما العضوين الأخرين من العدالة والتنمية صوتا لفائدة مرشح البام واتهم أحدهما ادريس بوالعيد بعدم الإنضباط والإلتزام بالقرارات التنظيمية.

كما وصف تصرفه بأنه غير مسؤول من شخص غير مسؤول، وتوعده باتخاذ الإجراءات اللازمة من طرف الهيئات المعنية في الحزب في الوقت المناسب. وفي اتصال “مشاهد” بإدريس بوالعيد أكد أن ماقام به هو تنفيذ لتوصيات الحزب بشأن التصويت على الحليف الحكومي(الحركة الشعبية) ورفضه دعم حزب الأصالة والمعاصرة كما فعل زميليه في الحزب، كما أكد على رغبته في العضوية في المكتب المسير لخدمة منطقته على حد تعبيره.

لائحة الأغلبية تخرق القانون والمعارضة تهدد بوقف الجلسة

لحظات عصيبة شهدتها الجلسة بعد تقديم الأغلبية للائحة الترشيحات للمكتب المسير، وذكرت المعارضة بضرورة احترام القانون وتمثيل جميع الفئات (التجارة، الصناعة، والخدمات) في كل لائحة مرشحة، غير أن لائحة الأغلبية لا تتوفر على هذا الشرط مما جعل المعارضة تطالب باشا المدينة بإلغائها وعدم المرور الى التصويت إلا بعد معالجة مشكل لائحة الأغلبية.

ممثل السلطات المحلية بدوره ذكر رئيس الغرفة الذي يسير الجلسة بهذا الشرط القانوني غير أن هذا الأخير أصر على قبول اللائحة وطالب أعضاء الأغلبية باللجوء إلى القضاء للطعن. وبعد كثير من الأخذ والرد وتبادل الإتهامات بين الطرفين بلغت حد مطالبة رئيس الجلسة من السلطة استدعاء القوات العمومية لضمان سير عملية التصويت وهدد أعضاء المعارضة بالنسحاب، حاول باشا المدينة تهدئة الأوضاع وتمسكت المعارضة بضرورة تدوين ما شاب العملية من خروقات في محضر وتسليمه للأعضاء في نهاية الجلسة للتواصل عملية التصويت.

وعبر الرئيس المنتخب محمد الأنصاري عن تفاؤله ودعوته لجميع الأعضاء للتعاون لخدمة مصالح الجهة الجديدة درعة تافيلالت، كما عبر منافسه محمد واعزى مرشح حزب الأصالة والمعاصرة للرئاسة عن استيائه وتشاؤمه بسبب ما وصفه بالخروقات التي شابت عملية الإقتراع وكذلك تشكيل التحالفات، وكشف واعزى عما اعتبره سلوكات خطيرة تسيء للعملية الانتخابية منها المساومات والإغراءات واستمالة الأعضاء بطرق غير مشروعة، على حد تعبيره، ودعا واعزى الجهات المسؤولبية إلى فتح تحقيق في الموضوع والتأكد من خلال مراقبة المكالمات الهاتفية للأعضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *