آخر ساعة

السويد والقبلية

يقول يسري فودة في حديثه عن الإعلام انه ”في الوقت الذي يتحول فيه الأبيض إلى رمادي ويتحول الرمادي إلى اسود، فأين هذا من الإعلام” وانه بإسقاط المقولة على منطق الساحة الدولية بخصوص الصحراء المغربية وموقف السويد نجد أبواق البوليساريو تداعت على حين غرة مدعومة بالجرائد الصفراء المكتوبة من محابر المخابرات العسكرية الجزائرية متحدثة عن اعتراف وشيك بالجمهورية الوهمية بل أكثر من هذا بدا التخطيط وقراءة الفنجان والأكف كون مقعد غير دائم من داخل أروقة الأمم المتحدة صار وشيكا وانه حان الوقت لتحذو باقي دول العالم حذو السويد، غير أن الوقائع لا يتحجج إلا بالحقائق وفي هذا انتقل ممثلو الأحزاب اليسارية المغربية إلى السويد ولقائهم مع ممثلة رسمية في شخص انيكا سودير كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية التي أبدت استغرابها من القيل والقال وان الدافعين لهاته الهالة لا يغدون إلا ساعين لزرع مبادئ وإلصاقها بآخرين وقد تقدمت بحجج دامغة تبقى أكثرها منطقية انه ولحد الساعة، لم يصدر أي قرار من الحكومة السويدية بخصوص ملف الصحراء وكون السويد تدعم المفاوضات التي تجري من داخل الأمم المتحدة.

 

تصريح ممثلة الدولة السويدية كان مسقطا للباطل بالحق وموجها صفعة كبيرة الى قيادة البوليساريو وراعيتها الجزائر في المقابل كانت بمثابة ثلج بارد نزل على كل المغاربة الذين نظم الآلاف منهم عبر العالم وقفات احتجاجية ضد موقف السويد التي تم التلاعب بها وتمت محاولة تغيير الوقائع وإسناد رأي حزب واحد وإقرانه بالدولة السويدية بأجمعها، وهنا يتجلى خبث السياسة الانفصالية.

 

وإذا كان المراد من هذا التسويق الإعلامي الزائف زعزعة الواقع والتشكيك في مغربية الصحراء فان النتائج جاءت عكس ما سعى إليه الخصوم بحيث اجمع الباحثون وشيوخ القبائل الصحراوية أن موقف السويد وما تروج إليه في وسائل الإعلام هو محاولة يائسة للمس بالقومية المغربية واستهتار بالشعب من داخل الوطن والانجرار في أقلية لا تمثل إلا نفسها فمجموع أذناب بوليساريو الداخل لا يتعدى 200 شخص في حين أن عدد الصحراويين الوحدويين هو بمئات الآلاف و يتجاوزهم وبأضعاف مضعفة إذا ما أخدنا بعين الاعتبار عدد المنتخبين والبرلمانيين الصحراويين و السياسيين و الفاعلين داخل المجتمع المدني ممثلين عن كل الأقاليم والجهات الجنوب مغربية.

 

أكثر من هذا وكما هو معروف يبقى مجلس القبيلة هو من يقرر توجيهات القبيلة من داخل الصحراء ولم تكن يوما ان قادت مجموعة أشخاص قبيلة حتى أن هذا التجمع من الممكن أن يقف ضد مشاريع الدولة وهنا يتأكد سواء اعترفت السويد أو غيرها أن مختلف القبائل الصحراوية تدين الإعلام الفاسد و تفتخر بمغربيتها.

 

كل ذلك التهليل والصخب الدعائي موجه للاستهلاك من قبل قاطنة مخيمات تندوف خاصة صحراويو الدرجة الثانية، الموالين للأطروحة الانفصالية الذين أصبحوا الآن في أغلبيتهم واعين أكثر من أي وقت مضى أنهم يجرون وراء السراب خدمة لأطماع شخصية ضيقة لعصابة محمد عبد العزيز الجاثمة على الأنفاس و كذا لأجندة مطمح الهيمنة لحكام قصر المرادية والتي لا تهمهم أو تعنيهم قضية المحتجزين بأي حال من الأحوال.

ولقد كان الفضل كله لتنامي هذا الوعي للتحركات الاحتجاجية الشبابية، التي كشفت المستور وأماطت اللثام عن الواقع الانتهازي الاستغلالي للطغمة المتنفذة التي لم يكن يهمها في يوم من الأيام المعاناة التي يرزأ تحت وطئها لاجؤوا المخيمات وهذا منذ أربع عقود تجرعوا خلالها مرورة السراب من خلال الوعود والشعارات الكاذبة والزائفة من اجل اغتنائها وضمان مستقبل أبنائها الذين يعيشون الترف في الخارج، تحت غطاء “خدمة القضية” .

 

أكثر من ذلك، الممارسات التي يتعرض لها البؤساء، صحراويو الدرجة الثانية في المخيمات من طرف جبهة البوليساريو المدعومة من النظام الجزائري، من قمع وتنكيل خاصة بعد الإعلان عن ميلاد حركة “شباب التغيير” التي تمكنت من إنشاء فروع لها في جميع المخيمات، تعمل على توعية المحتجزين بممارسات الاستغلال والفساد التي تنخر قيادة البوليساريو، معلنة رفضها الاستبداد والتحكم الستاليني المتحجر لعصابة الرابوني بمأساة اللاجئين الصحراويين، و مطالبة كذا بتمكين محتجزي تندوف من حقوقهم بما فيها الحق في التنقل التي صادرته تلك العصابة للسواد الأعظم حيث تقوم الاستفادة منه على الانتقائية والولاء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *