آراء

الوصفة السحرية للنضال

جميل أن تكون لدى المرء آمال و أحلام و طموحات، لكي يتصدر صفحات الجرائد وأغلفة المجلات و يكون بذلك القدوة والمثل في النضال، و لعل هذا ما ينطبق على حال بعض الأشخاص الذين يسمون أنفسهم بالمناضلين الصحراويين وعلى رأسهم عمر بولسان، أحد الأوجه البارزة التي أوكلت لها قيادة البوليساريو مهام تأجيج الوضع الداخلي وتفعيل الحراك الشعبي الصحراوي وإشعال فتيل الفتنة، رغبة في تحقيق ما جند له من طرف جنرالات الجزائر وبيادقها جماعة الرابوني.

لم يدخر مناضل آخر الساعة هذا مستعينا في ذلك بأموال البترودولار الجزائرية إقناع خونة الداخل بضرورة توحيد الصفوف و استعلاء الهمم لبلوغ المرامي، فما كان منه إلا أن وحد صفوف المنحرفين والمنحرفات، وأعلى همم السكيرين و الحشاشين، فأحسن بذلك اختيار وجوه منبوذة من مجموعة من المعتوهين و الجهلة، وأمدهم خلسة بالوصفة السحرية للنضال، مخافة أن ترصده أعين المتربصين به، فتنوعت الوصفة بين حقن القوادة وأقراص العهر ، فكانت الدواء العافي و البلسم الشافي لهذه الشاكلة من المرضى، فأضحى “رقما صعبا” في معادلة “النضال الخمري” و”الكفاح المجوني”.

“عمر بولسان” هذا أو البومبيست أيام زمان همه الوحيد مآربه الشخصية و البحث عن تموقع داخل المجتمع الصحراوي المحلي، ولعل تركيزه على هذه الفئة المسماة بالمناضلين والمناضلات الذين ليس لهم أي مستوى ثقافي يذكر لخير دليل على أنه قد وجد ضالته المنشودة في بني صنفه وجلدته، فتأتى له أن يتقدمها و يقودها في هجرتها من وكر إلى آخر حيث رغد المقام و طيب المكان.

أولى طرائده كانت المناضلة “سكينة جدهلو” التي رفضت أن تنصاع لأوامر هدا المريض المعتوه فنعتها بالعميلة أثناء محاولتها تجديد المكتب المسير لمنتدى المستقبل للمرأة الصحراوية” حيت امتنعت عن تطبيق ”وصفاته” ، فما كان منه إلا أن أعطى أوامره إلى اثنين من عملائه المدمنين الطائعين “حمادي الناصري” و” فكو لبيهي” لتتبع حالة هذه الأخيرة كي لا تنقل العدوى للآخرين وتجرهم إلى مصافها وبالتالي تفتح اعينهم على حقيقة الامور.

“عمر بولسان” ووعيا منه بضرورة ممارسة “نضاله الميداني” الذي سخر له حفنة من أعداء الوحدة الوطنية قرر النزول الى الشارع ومعه مجموعة من المنحرفات والسكيرين ، طالبا منهم بالمقابل تنظيم وقفات احتجاجية ذات طابع مطلبي والركوب عليها وذلك بمناسبة ذكرى “المسيرة الخضراء” وضد السلطات المغربية، فلبي النداء واستجمعت القوى ولاح من بين الوجوه المعروفة “لمهابة الشيخي” و”محجوبة ملاح” و “فكة بداد” و” نكية الشيخي”، ولتكتمل الصورة ويكون لها وقع اكبر فقد تمت المناداة على ” البيضة ارام”، التي يتدفق دمها نضالا كلما لاح لها شاب في الأفق، وهي بالمناسبة ابنة عم المناضلة ” ارام، ذات “التاريخ النضالي” ب أماكن معروفة بالسمارة ومراكش.

وليكون السيناريو محبوكا و مناسبا لأفلام الحركة أو بلغة السينما أفلام “الاكشن”، و بتوجيه من” المخرج “عمر بولسان” فقد توجه “الكومبارس” برئاسة “البيضة ارام” إلى موقع التصوير بحي “العودة”؛ لتؤدي لقطة الاعتصام وتطالب بإعانة مادية و بالسكن، فكان المشهد دراميا في كل مناحيه، جامعا بين التسول و الاسترزاق، الا ان السلطات كانت هناك بالمرصاد حيت أشفقوا لحالها ووعدوها بالعمل على تحسين وضعيتها… وبهذا تكون قد تلقت وصفتها السحرية التي يواجه بها مثل هؤلاء العملاء في الأقاليم الجنوبية وتكون أهداف عمر بولسان قد تبخرت ليعود أدراجه خائبا إلى اولياء نعمته.لان مثل هؤلاء الخائنين لا مكان لهم وسط الصحراويين الشرفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *