آخر ساعة

شباب مخيمات تندوف صيد ثمين في أيادي المنظمات الإرهابية

لقد كان المغرب دائما سباقا إلى التنبيه لخطورة أوضاع الشباب الصحراوي بمخيمات لحمادة وما ينتظرهم من مستقبل بئيس كونهم سيصبحون صيدا ثمينا في أيادي المنظمات الإرهابية حيث أن جميع الآفاق المستقبلية قد سدت أمامهم وخاصة بعد انفضاح مدى زيف حقيقة الكيان الوهمي الذي تلاعب بهم وبآبائهم لمدة أربعين سنة.

لقد أصبحوا لقمة سائغة في أفواه التنظيمات الإرهابية و خاصة ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فقد جاءت التأكيدات من عدة مصادر أوروبية و أمريكية تحذر من “العلاقات الخطيرة بين البوليساريو و تنظيم القاعدة الإرهابي لكون شباب مخيمات تندوف الذي يعيش دون أمل في غد أفضل أصبح يشكل أرضا خصبة لمجندي هدا التنظيم الذي يبحث عن أشخاص يدعمون أنشطتهم الإرهابية و الإجرامية، كما ورد في تقرير لمركز التفكير الأمريكي “اتلنتيك كانسل”.

وفي السياق ذاته أوضحت الصحيفة الالكترونية الاسبانية “سيغلو 21” يوم 23 نونبر الحالي بان “عددا كبيرا من شباب المخيمات في تندوف و الذين فقدوا الثقة في قيادة البوليساريو يستغلون المساجد والتي تحولت إلى أماكن لتجنيد الجهاديين الدين يتم إرسالهم إلى بؤر النزاع والتوتر حيت تحولت تلك المخيمات إلى فضاءات لإعداد الشباب قصد تجنيده في عالم الارهاب وهدا في تزايد مثير للانتباه ما لم يتم إيجاد حل لقضية الصحراء”. كما أضافت نفس الصحيفة بأن “الأمم المتحدة حذرت من مخاطر الإحباط المتزايد بين الصحراويين بتلك المخيمات وانعدام الاستقرار و الأمن في المنطقة حيث يتم استغلال هده المعطيات من قبل الشبكات الإجرامية و المتطرفة”.

والملاحظة نفسها أثارها ”المركز الأوروبي للبحث و التحليل و المشورة الإستراتيجية” قبل ثلاثة سنوات خلت حيت أشار إلى أن “البوليساريو أضحى فضاء أساسيا للتجنيد لفائدة تنظيم القاعدة الإرهابي مشيرا إلى أن أعضاء هذه المجموعة الإرهابية يتجولون في مخيمات تندوف بغية تجنيد عناصر جديدة، لهم دراية بتقنيات القتال في الصحراء”.

وما ذكر سالفا يعتبر فقط نماذج من الدراسات و التقارير الدولية التي نبهت و ما زالت تنبه إلى حالة اليأس والإحباط التي أصبح يعيشها المحتجزون بمخيمات العار بعدما ظهرت الفضائح المتراكمة والمتتالية لقيادة البوليساريو والتي يعرفها القاصي و الداني من ساكنة المخيمات من تحويل للمساعدات الدولية وسرقات للمنح الدراسية في أوروبا والتي تمنح من طرف بعض المؤسسات الأجنبية لفائدة طلبة وتلاميذ المخيمات لاستكمال دراستهم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتعذيب وكثرة الاعتقالات وتشريد العائلات وانتشار الفساد وغيرها حيت أن عصابة الرابوني جعلت من أبناء الصحراء الأحرار الكرام متسولين للمساعدات الإنسانية و استغلت مأساة مجموعة من نساء و أطفال الصحراء و حولوهم إلى غنيمة حرب و رصيد للاتجار اللامشروع ووسيلة للصراع الدبلوماسي بين الجزائر و المغرب.

المغرب الذي يسعى جاهدا من خلال طرحه للحكم الذاتي إلى تحقيق التنمية لفائدة جميع المغاربة ككل وخاصة سكان الصحراء وبدون استثناء و المساهمة في تطوير اقتصاديات شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، و لا سيما في منطقة الساحل، كما جاء في التحليل الذي أعده الخبير و الأكاديمي الأرجنتيني ادالبيرتو كارلوس اغوزينو حيت قال ”ان الدين يسعون إلى تقسيم التراب المغربي هم واهمون وقد آتاهم الهذيان حسب مصالحهم الجيوسياسية التي يخفونها وحيث سيجدون أمامهم شعبا بمثابة سد منيع عاقد العزم على الدفاع عن حقوقه المشروعة.

فالمغرب في هدا الصدد قد أوفى بما وعد به بالنسبة لساكنة المخيمات عندما اقر بتطبيق الحكم الذاتي في الصحراء كحل نهائي لهدا المشكل وأما من يريد الانسياق وراء أطروحات الأعداء و يروج لها، فمصيره في أيادي المرتزقة التي تعرضهم للبيع ولا يهمها إن كان المشتري من أفراد “القاعدة” أو من “داعش”، فالمهم عندهم هو الحصول على المال على حساب الساكنة التي تباع وتشترى في غياهب الصحراء للإرهابيين وتجار المخدرات التي ربطت علاقات واسعة مع قياديي البوليساريو و بالتالي فمن مصلحة المجتمع الدولي التحرك ومحاربة هده الشبكات لأنها تشكل خطرا على أمنها لان الفكر الإرهابي سوف يغزوا عمق العواصم الأوروبية وما يعيشه البعض منها مؤخرا من هجمات إرهابية لخير دليل على ما يقال” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *