متابعات | هام

لماذا فاز الـ PJD في انتخابات 4 شتنبر رغم القرارات اللاشعبية للحكومة؟

منذ أن أصبح عبد الإله ابن كيران رئيسا للحكومة، لم يتوقف الحديث في وسائل الإعلام عن شعبيته، وكُتبت مقالات وتحليلات كثيرة في الموضوع، ومن أهم الملاحظات التي أثارت المتتبعين للشأن السياسي تزايد شعبية الرجل رغم القرارات التي وصفت بـ”اللاشعبية” و”المؤلمة” التي اتخذتها حكومته، ولكنها كانت في مصلحة الوطن أخرها إصلاح صندوق التقاعد. فهل ابن كيران مطمئن إلى أن شعبيته ستبقى دائما مرتفعة أم أنه يخاف عليها؟

ميلود بلقاضي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال جامعة محمد الخامس بالرباط، إنه من غير الممكن القول إن بنكيران لا يخاف على شعبيته، وتحديدا هو يخاف على شعبية مؤسسته الحزبية وليست شعبيته لذاته، لأن الخوف في المجال السياسي حق مشروع، يضيف بلقاضي.

وإذا كان فعلا ابن كيران يخاف، حسب تحليل بلقاضي، على شعبية حزبه، لماذا يتخذ قرارات من الممكن أن تعصف بهذه الشعبية؟ عدد من المراقبين يرون أن ابن كيران بدهائه السياسي يعلم أن الشعب المغربي  بوأ حزبه المرتبة الأولى في انتخابات 2011 من أجل القيام بإصلاحات حقيقية ولو كانت مؤلمة مرحليا، لذلك فالقرارات التي اتخذها هي من صلب ما أراده المغاربة وهو ما انعكس في انتخابات 4 شتنبر 2015.

هذا الطرح يتفق معه أيضا عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، حيث اعتبر تصويت المواطنين في انتخابات 4 شتنبر “تصويت ذكي” وواع بأبعاد المشاريع الإصلاحية التي باشرتها الحكومة، مبرزا أن المغاربة مستعدون لكي يعطوا فرص أخرى للحكومة ولحزب العدالة والتنمية التي يقودها من أجل الاستمرار في مباشرة هذه الإصلاحات، “وأيضا من أجل انتظار النتائج الايجابية التي ستظهر على المدى المتوسط والبعيد”، يضيف حامي الدين.

لهذا عدد من المتتبعين لم يفهموا كيف حصل حزب العدالة والتنمية على المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات في انتخابات 4 شتنبر رغم أنه يقود الائتلاف الحكومي، ورغم أن الحكومة التي يقودها اتخذت قرارات وصفت بـ “اللاشعبية”، والجواب ببساطة لأنه استجاب هو وباقي أحزاب الائتلاف الحكومي إلى الإنتظارات الحقيقية للمغاربة، وساعده في الدفاع عن قراراته قدرته التواصلية الهائلة، وخطابه الصادق، وتبسيطه للمفاهيم السياسية حتى أصبحت جلساته الشهرية في البرلمان تُتابع حتى في المقاهي.

وبالتالي، فابن كيران، كان يدرك جيدا أن شعبية حزبه لن تتأثر إلا إيجابا مادام يقوم بالإصلاحات الحقيقية التي يحتاجها الوطن، وهو يعرف جيدا حسب بلقاضي، أنه “يعد فاعلا سياسيا متميزا، ولا يضاهيه أي فاعل سياسي آخر لا في دهائه لا في برغماتيته ولا في صدقه ولا في نقائه السياسي”.

إذن لا خوف على شعبية الحكومة وعلى شعبية حزب العدالة والتنمية وعلى شعبية ابن كيران، يقول حامي الدين، “مادام أن للحكومة رؤية إصلاحية لها عائد تنموي سينعكس على الجميع على المدى المتوسط”.

رأي حامي الدين، اتفق معه أيضا بلقاضي، بقوله: “الشعبية لا تضيع نتيجة الخوف، ولكنها “تضيع حينما يفقد المواطن الثقة في الحزب”، مردفا “ومادام حزب العدالة والتنمية يطبق برنامجه الانتخابي، وذاهب في ترسيخ الشفافية في الشأن العام، وترسيخ نمط جديد في تدبير السياسات العمومية”، وأعتقد أن ابن كيران لا يجب أن يتخوف من شعبيته مادامت الأحزاب الأخرى لم تستطع أن تطور نفسها وتنافس حزب العدالة والتنمية في نقطه القوية، يضيف بلقاضي.

وبخصوص توقعات بعض المتتبعين من كون شعبية العدالة والتنمية ستعرف تراجعا مع انتخابات 2016 نظرا لأن الحكومة اتخذت عدة قرارات “لا شعبية” بعد انتخابات 4 شتنبر، قال حامي الدين: أولا لا يمكن للشعبية أن تتراجع في ظرف سنة، ثم إنه تمت مجموعة من الأمور ستحتسب لهذه الحكومة خلال هذه السنة، منها استفادة الأرامل من الدعم عمليا، وإصلاح صندوق التقاعد، مضيفا على العموم شعبية الحكومة أو العدالة والتنمية لن تعرف أي تراجع مع انتخابات 2016.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *