آخر ساعة

ساكنة مخيمات تندوف ودعت 2015 خاوية الوفاض

عاشت مخيمات تندوف سنة 2015 أياما عصيبة وأحداثا خطيرة كادت تعصف بأسطورة ما يسمى بالبوليساريو كما أنها كادت أن تفتح جبهات وصراعات جديدة حول القيادة إلا أن مهندسي قصر المرادية من مخابرات وجنيرالات تداركوا الموقف ووضعوا خطط جديدة هدأت الأوضاع إلى حين.

الصراع بدأ منذ انتشار خبر مرض الرئيس الأبدي للجبهة محمد عبد العزيز والذي نقل الى اروبا للعلاج، وهنا بدأ أمل الانفراج داخل محتجزي المخيمات لان الطاغوت الذي جثم لمدة أربعين سنة على قلوبهم ذهب ولن يعود واستمر وضع الاحتجاج و الغضب إلى غاية خريف 2015 عندما تجمع السكان أمام قيادة الرابوني مطالبين بالتغيير وإيجاد الحلول لمشاكلهم الا ان احتجاجاتهم قوبلت بالضرب والتنكيل والإيداع في سجون لحمادة.

أمام هاته الأوضاع لم يكتف حكام الجزائر بمتابعة الوضعية والتفرج عليها بل أرسلوا الحرس الجمهوري والعسكر وكذلك مليشيات البوليساريو لقمع أولئك المغلوبين على أمرهم، الذين يحلمون بالتغيير، إذ تم إرجاعهم الى مخيماتهم البئيسة وضربوا طوقا شديدا عليهم ما جعل الهدوء يعود مؤقتا.

حلم ساكنة تندوف خلال 2015 لم يتحقق ولن يتحقق مادام بوتفليقة وتابعه محمد عبد العزيز في سدة الحكم ليزداد قلق المحتجزين الذين تلقوا الضربة القوية أثناء المؤتمر الرابع عشر حيث تم تعيين الرئيس الأبدي للمرة الثانية عشر على رأس قيادة البوليساريو.. وبهذا تكون جميع آمال ساكنة مخيمات تندوف قد ذهبت أدراج الرياح، وليعودوا الى مخيماتهم منهوكي القوى.

ان البوليساريو ليست كيانا شرعيا قويا لأنه لا يحضى بالشرعية المحلية والدولية ولأنه لا يملك التأييد الشعبي لا المحلي ولا الخارجي… بل هي مجموعة من الفاسدين والمنحرفين والمطلوبين دوليا يعيشون تحت كنف النظام الجزائري والذي يغدق عليهم من أموال وعائدات البترول والغاز الطبيعي ومن أموال الشعب الجزائري، حيث إن هذا النظام يستخدم هذا الكيان لقضاء مآربه الخاصة والمتمثلة في معاكسة المغرب في أدنى حركاته التنموية.

إن قضية المخيمات لن تجد حلا مادامت تحكمها عقليات رجعية متحجرة تتبنى الحزب الواحد الذي يعتبر غطاء لحكم الفرد الواحد، ما جعل الجزائر تفتقد إلى مفهوم الدولة الديمقراطية التي هي عبارة عن ثكنات عسكرية كبيرة الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود، في حين أن الشعب تم تدجينه عن طريق شعارات فضفاضة كاذبة لا تعكس الواقع الذي يعيشه ملايين الفقراء والمحرومين في بلاد تسبح فوق أنهار من النفط والغاز الطبيعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *