آراء

التبوريدة في زاكورة .. أو لعب الهوكي في امحاميد الغزلان!

لا شك أن المتتبع للشأن العام في مدينة زاكورة يكاد يجن جنونه، ولا يصدق قلبه ما تراه عيناه أو تسمعه وأذناه، ومن آخر فصول هذا العبث، جلب “التبوريدة” للمدينة ومن قبلها مهرجانات السينما والغناء، كل متتبع قد يسأل ما علاقة “التبوريدة” بزاكورة؟

لنعود للتأصيل التاريخي للأشياء حتى نوضح أكثر، “فالتبوريدة” فن أصيل مرتبط بالمجتمعات التي تربي وتملك الأحصنة، وتعود جذورها التاريخية حتى قبل الدولة المرينية، وهي في الأصل نتاج للترسبات الذهنية عن الحرب، حيث كانت الحروب تأخذ بالأحصنة في شكل “صربات” مرصوصة ومنظمة:

لكن بعد تجاوز العصر لهذه الوسائل الحربية وحتى من ذي قبل، اتخذت تلك المجتمعات من “التبوريدة” شكلا فنيا للاحتفال في المناسبات الدينية، وثارة عند جمع المحاصيل الزراعية، وهنا بيت القصيد، فزاكورة ليست بالمدينة المربية للفرص إلا نادرا، وليست من المجتمعات التي خاضت حروبها تاريخيا بالفرص، ومحاصيلها كذلك نادرة لا تستدعي الاحتفال، فبأي مناسبة “التبوريدة” في زاكورة يا أولي الألباب؟ وقس على ذلك السنيما والغناء.

وبالتالي “التبوريدة” في زاكورة أقرب إلى تنظيم الهوكي على الجليد في امحاميد الغزلان أو السمارة، وكل تخوف السكان أن تكون تكاليفها كالعادة مترجمة في فواتير الماء والكهرباء، لكن الأخطر في هذه التفاهات، استمرارها حتى مع انتخاب ممثلين أقريب لواقع الساكنة وحاملين لخطابها، فأين الخلل يا ترى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *