تخوض قبيلة الكرازبة بفم زكيد بإقليم طاطا ومند صباح الخميس 29 يناير الجاري، اعتصاما مفتوحا بمنطقة الحاسي لصفر والفايجة، وذلك احتجاجا على الترامي على أراضيها الجماعية من طرف قبيلة أولاد هلال، حيث حج المئات من المنتسبين لهذه القبيلة بمكان الاعتصام ونصبوا مجموعة من الخيام، إلى ذلك انتقلت على وجه السرعة مختلف السلطات المحلية والقوات العمومية ورجال الدرك بفم زكيد وطاطا إلى عين المكان حيث اجتمعوا بالمعتصمين في محاولة لإقناعهم بفك اعتصامهم بعد أن قدموا لهم مجموعة من الوعود منها عزمهم إغلاق جميع الآبار التي تم حفرها بمنطقة الفايجة والحاسي لصفر من طرف الغرباء عن قبيلة الكرازبة في حدود اسبوع.
إلا أنه وبعد يوم وليلة بيضاء من الحوار بالمعتصم لم تتمكن السلطات المحلية والإقليمية من إقناع قبيلة الكرازبة بفك اعتصامها مما حدا بعناصر السلطة إلى إجبارهم على إزالة الخيام تبعا لتعليمات عامل طاطا يقول متحدث باسم القبيلة، مما دفعهم إلى الاعتصام في العراء مفترشين الأرض وملتحفين السماء في تحد غير مسبوق.
وقد زارت الجريدة صباح يوم الأحد 31 يناير الجاري منطقة الحاسي لصفر التي تبعد عن مدينة زاكورة بحوالي 80 كلم في اتجاه طاطا وعن فم زكيد بحوالي 50 كلم، إلا أنه ولظروف أمنية لم تتمكن من الوصول إلى المعتصمين حيث اجتمعت بالساكنة القاطنة بمنطقة الحاسي لصفر.
وعاينت العشرات من الآبار التي تم حفرها بالأراضي السلالية التابعة لقبيلة الكرازبة من طرف عناصر منحدرة من قبيلة أولاد هلال. ونتيجة استحالة الوصول إلى المعتصم، اتصلت الجريدة بقائد قيادة الوكوم وبمجرد أن عرفناه على هويتنا وسبب اتصالنا به وأننا نتواجد بعين المكان حيث استفسرناه عن حقيقة ما تدعيه قبيلة الكرازبة أغلق هاتفه النقال وعاودنا الاتصال به لمرات إلا أن هاتفه ظل غير مشغل.
وفي إطار بحثنا عن حيثيات الموضوع قدم لنا أعيان قبيلة الكرازبة مجموعة من الوثائق التاريخية التي تتبث تملكهم لهدا المجال الفلاحي منها:
رسم عدلي (تعريف بخط) يعود إلى جمادى الثانية لسنة 941 هجرية صادر عن المحكمة الشرعية لقاضي التوثيق بتازناخت تحت رقم114/86 والذي يؤكد ان الفايجة بحدودها المعروفة حاليا إلى منطقة الحاسي لصفر هي مجال رعوي لقبيلة الكرزاربة. كما مدتنا القبيلة بتحديد إداري يؤكد أن نفس المجال هو لقبيلة الكرازبة، إضافة إلى مراسلة عامل إقليم طاطا تحت عدد 1721بتاريخ 31/3/2015 في شأن إغلاق مجموعة من الآبار التي تم حفرها من طرف 6 أشخاص من قبيلة أولاد هلال دوار السميرة.
إضافة إلى وثائق أخرى عبارة شواهد للتصرف المخول لدوي الحقوق والتي تسلمها قبيلة اولد هلال لسكانها من أجل حفر الآبار في هذه الأراضي الجماعية التابعة لقبيلة الكرازبة دون أن تصادق عليها السلطة المحلية بفم زكيد.
وقد حاولنا الاتصال بناب اراضي الجموع لقبيلة اولاد هلال لابداء رأيه في الموضوع إلا أنه اشترط علينا رؤيتنا حتى يمكنه الحديث إلينا وفي نفس السياق صرح لنا أحد ساكنة منطقة الحاسي لصفر قائلا:
“كنا نعتقد أن المغرب قد قطع مع زمن السيبة والظلم الذي تمارسه بعض القبائل على الأخرى بدافع الانتقام أو السرقة، في زمن ضعفت وغابت فيه سلطة الدولة والقانون، لكن ما يحدث هده الأيام بمنطقة الحاسي الأصفر (الفايجة) جماعة الوكوم دائرة فم زكيد طاطا يذكرنا بزمن السيبة لكن هذه المرة بثوب جديد لأن أجهزة الدولة موجودة بالقوة ومعطلة الفعل واقفة تتفرج على هذا المشهد الغريب.
يقول المتحدث مضيفا أن الحكاية تتعلق بأناس يدعون أولاد هلال من دوار السميرة تراموا على أراضي سلالية لقبيلة مجاورة لهم إنها قبيلة الكرازبة لكن الأمر لم يتوقف عند حدود الترامي فقط واكتراء الأراضي لمافيا العقار وإنما تجاوز هذا إلى التهجم على ساكنة الحاسي الأصفر مدججين بالأسلحة البيضاء والعصي وجرافات لقطع الطريق رغبة منهم في محو اثار هؤلاء، وما كان من خيار امام ساكنة الحاسي الاصفر هو الاستنجاد باخوانهم في الدم بدوار الخريويعة وايليغ و بوكير وزاكورة وورزازات، من اجل رد هذا الهجوم هؤلاء لبوا النداء ووصلوا عند إخوانهم من اجل نصرتهم وحمايتهم وحماية اموالهم المعرضة للسرقة والسطو لكن مايثير الاستغراب أكثريقول المتضرر هو الموقف السلبي للعامل الذي يبدو انه غير مكثرت بما يقع أهي سياسة جديدة عند هذا العامل الذي لايريد أن يحرك ساكنا حتى يسمع القتل والدم كما حدت في سنة 1995 بنفس المنطقة؟ أم أن العامل يستمتع بما يحدت؟أم أن السيد العامل غير معني بما يحدت؟ .