اقتصاد | هام

الإلكترونيات الدقيقة .. قطاع أدرك المغرب أهميته في مواكبة التنمية

ترتبط الإلكترونيات الدقيقة بدراسة وتصنيع العناصر والمكونات الإلكترونية الدقيقة، كما يوحي بذلك اسمها، وتعد صناعتها واحدا من المؤشرات المهمة التي تستخدم لقياس تقدم الدول والشعوب، ومن ثمة أهمية وضرورة تطوير واستغلال هذا القطاع.

وتعد الإلكترونيات الدقيقة واحدة من أسرع الصناعات نموا في السنوات الأخيرة، بل أضحت واحدة من أهم الصناعات الحديثة التي تتيح إمكانيات كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير الآلاف من مناصب الشغل.

ووعيا منه بأهمية هذا القطاع، يخلد المغرب، السبت، اليوم الوطني للإلكترونيات الدقيقة، الذي يحتفل به في 13 فبراير من كل سنة، كموعد سنوي للوقوف على مدى تطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي الهام الذي فرض نفسه، في السنوات الأخيرة، كخيار حتمي لمواكبة العديد من أوراش التنمية، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة والاتصالات وصناعة السيارات والطائرات.

وتتركز جهود المغرب على زيادة الوعي بالتقنيات والتطبيقات الحديثة وتعزيز الترابط العلمي بين الجامعات بالمملكة ونظيراتها من الجامعات العالمية، والرقي بمستوى البحث العلمي في مجال الإلكترونيات الدقيقة باعتباره أحد المجالات الرئيسة للتطوير التقني الذي يشهده العالم في العصر الحالي.

ويتم العمل، في هذا الإطار، على تطوير هذا القطاع الذي يتوفر على إمكانيات هامة، عبر خلق الظروف التي تضمن تنميته، لاسيما من خلال الابتكار والبحث والتطوير ودعم الاستثمار في هذا القطاع المعتمد على الابتكار وتعزيز تنافسيته، في سوق عالمية يفوق رقم معاملاتها 300 مليار دولار.

ويبذل المغرب جهدا لتحقيق طموحه لأن يصبح بلدا منتجا للتكنولوجيا، حيث تندرج في هذا الإطار الاتفاقيتان الموقعتان قبل سنتين بين شركات “موروكو ميكرو إلكترونيك كلوستير” و”مونتور غرافيك”و”إس تي-إيركسون”، بوصف هذه الجهات من الفاعلين المرجعيين على الصعيد العالمي، وذلك بغية توفير أرضية تيسر تحقيق المشاريع المشتركة بين الشركات ومختبرات البحث والجامعات بما يمكن من تعزيز قطاع الالكترونيات الدقيقة في المغرب.

كما تم خلال سنة 2009 إطلاق “إستراتيجية المغرب ابتكار”، والتي تم، في إطار تفعيلها، التوقيع على عقود برامج بين الدولة وأربعة أقطاب مغربية للتنافسية والابتكار، وكذا إحداث 3 صناديق عمومية بقيمة 510 ملايين درهم، وذلك بغية تسريع عملية تنمية المغرب وإدراجه بشكل مستدام في اقتصاد المعرفة من خلال تحفيز الابتكار والبحث والتطوير، خاصة في القطاعات الصناعية والتكنولوجيا، بما في ذلك الالكترونيات الدقيقة.

وفي إطار الانفتاح على التجارب الدولية والاطلاع على مستجدات القطاع، احتضنت مدينة الدار البيضاء، أواخر شهر دجنبر الماضي، أشغال “المؤتمر الدولي الـ 27 للإلكترونيات الدقيقة”، والذي نظمته المدرسة المغربية لعلوم المهندس بشراكة مع مجموعة من الجامعات الدولية كالمدرسة المتعددة التقنيات بموريال كندا والجامعة الفرنسية بلورين وجامعة وترلو كندا والجامعة اللبنانية والمؤسسة الدولية للالكترونيات بمدينة الدار البيضاء- المملكة المغربية، واستعرض خلاله أزيد من 200 من كبار الباحثين والخبراء من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وإفريقيا وآسيا نتائج آخر بحوث الإلكترونيات الدقيقة.

ومن شأن هذا التوجه وهذه الخطوات المساهمة في مواكبة مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020، كمنظوم شاملة لتطوير قطاعات حيوية، مثل صناعة الطائرات والسيارات والاتصالات والطاقات المتجددة، تكتسي فيها التكنولوجيات الحديثة، والإلكترونيات الدقيقة، أهمية قصوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *