في كلمة مطوّلة ألقاها صلاح الدين مزوار في افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، هاجم رئيس الحزب بكلمات قوية، حزب العدالة والتنمية، وأمينه العامّ عبد الإله بنكيران شخصيا حين اتهمه بفرض الهيمنة على الساحة السياسية، وتصنيف الأحزاب إلى “هذا معي وهذا ضدّي”.
وقال مزوار: “رئيس الحكومة كان يعتبرنا أعداء، قبل أن يتخذنا أصدقاء حين التحقنا بحكومته، واليوم ينعتنا بالخونة، وهذا خطاب خطير نسمعه لأول مرة في الحياة السياسية، فالمغاربة لم يسبق لهم أن نعتوا أحدا بالخائن إلا في مرحلة الصراع من أجل الاستقلال من براثن الاستعمار”.
وأضاف رئيس التجمعيين أن ما يجمع حزبه بالأغلبية الحكومية هو “ائتلاف وليس تحالفا”، مبرزا أن “الساحة السياسية ليس فيها أعداء بل توافقات، وهذا ما جعل رئيس الحكومة يعرض علينا الانضمام لحكومته، في وقت لم يكن الودّ يسود علاقتنا، فما معنى أن ننتقل بقدرة قادر من أعداء إلى حلفاء ثم إلى خونة”.
وقال مزوار إن خطاب حزب العدالة والتنمية يتسم”بالمنطق الخطير والدخيل على المجتمع والمشهد السياسي المغربي….فالالتزام لا يلغي حقنا في الانفتاح على فعاليات سياسية وفق مواقع معينة، وظروف معينة، وهذا الذي قسم الساحة السياسية إلى حلفاء وأعداء … ما كَايْحْشَمْشْ، وإذا استفحل الأمر لا قدر الله سيؤدي إلى التفرقة، وهي بذور الفتنة، وهذا منطق مناقض لروح الديمقراطية”.
واتهم مزوار البيجيدي بـ”تبني أساليب غير حضارية تنزع نحو الهيمنة وتعكس رغبة في التحكم”، وقال: “الجهة التي هاجمتنا أعلنت من خلال وثائق رسمية قرار توسيع التحالف خارج الأغلبية بعد الانتخابات الجماعية والجهوية، في حين كان النقاش ما زال جاريا حول التحالفات، ومع ذلك فوجئنا بخطاب دخيل على تقاليدنا السياسية، خطابٌ عنيف لا أخلاقي بلغ درجة التعرض للحياة الشخصية والخاصة للأفراد”.