مجتمع | هام

الـ “ديلي ميل” تسلط الضوء على زيت الأركان واستعماله من طرف المشاهير

حينما تمّ سؤال مشاهير مثل كاثرين زيتا جونز وتشارليز ثيرون حول كيفية الاحتفاظ بنضارة البشرة ولمعان الشعر، يبدو أن جميعهن قد أجمعن على استخدامهن منتجاً واحداً فقط وهو زيت أركان.

تشارليز تزعم أن هذا الزيت قد أنقذ شعرها حينما استخدمته كمرطب بعد أن تسببت كثرة صباغته في تشققه وتقصفه، وذكرت كاثرين أنها تشبّع وجهها بالزيت لتغذية بشرتها أثناء النوم بحسب تقرير لصحيفة “دايلي ميل” البريطانية.

يستخدمه المغاربة منذ قرون

وهؤلاء المشاهير ليسوا وحدهم في هذا الرأي فقد أصبح زيت أركان، الذي تستخدمه القبائل المغربية منذ قرون لعلاج البشرة الجافة وآلام المفاصل، إكسير الجمال في عالم اليوم.

ويحتوي الزيت على مضادات الأكسدة وفيتامين “هـ” ويتم إنتاجه من بذور الجوز لأشجار الأرجكن المغربية، و يحد من ظهور التجاعيد والندبات والبثرات وحب الشباب.

ومن المثير للدهشة أن تستخدمه علامات تجارية لمنتجات الجمال مثل لوريال ولاش وكيلز في جميع منتجاتها، بدءاً من الشامبو ومستحضرات التجميل إلى صابون الاستحمام، ويتم استخدامه أيضاً في مستحضر المسكرة الذي يساعد على نمو الرموش وزيادة حيويتها.

كما يُستخدم الزيت أيضاً في المطابخ، بعد أن تغنّى الطاهيان يوتام أتولينجي وجيزي إرسكن به كبديل غذائي لزيت الزيتون في تحضير السلطة والخضروات أو لإضافة مذاق رائع للحساء والكسكس.

يمنع السرطان والسكري

ويتم استخدام الزيت في مطاعم كبرى مثل أيفي بلندن، وهو أمر رائع لزيت لا يمكن طهيه، حيث تفسد الحرارة تركيبته الكيميائية.

ويعتقد من يمتدحونه أن الأحماض الدهنية المحتوية على الأوميجا-3 تقلل من نسبة الكولسترول وتحمي القلب.

وتشير البحوث إلى أنه يساعد على الهضم أيضاً ويمكن أن يساهم في منع العديد من أنواع السرطانات وداء السكري.

ويعمل الزيت باعتباره مضاداً طبيعياً للالتهابات على الحد من التهابات المفاصل.

ويعد حجم الطلب العالمي على زيت الأرجان هائلاً للغاية؛ ومن المتوقع أن يبلغ حجم الطلب مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2022، ويصل حجم الطلب بقطاع مستحضرات التجميل إلى 40% من هذه القيمة.

هل يحافظ على الشباب؟

ولكن هل من الممكن أن يؤدي هذا المنتج إلى إدامة الشباب كما يزعم المشاهير والطهاة وشركات منتجات التجميل؟

تقول الدكتورة ربيعة مالك طبيبة التجميل بمستشفى جريس بلجرافيا بلندن: “يحتوي زيت الأركان على الكاروتينات وفيتامين “هـ” وأحماض دهنية مثل حمض الأوليك، مما يجعله مضاد أكسدة فعالاً يحمي البشرة من التلف، ولكن ليس هناك ما يعرف باسم المنتج المعجزة، فهناك العديد من العوامل التي ينبغي دراستها عند الحديث عن فوائده”.

ففي خلال الأعوام الأخيرة، ونتيجة تزايد المخاوف من بعض الكيماويات، ازداد حجم الطلب على منتجات التجميل الطبيعية أو العضوية.

تنمو شجرته بمنطقة سوس

وتنمو شجرة الأركان في سوس، ومن المعتاد أن تقوم النساء  بجمع ثمار الأركان واستخلاص زيوتها بالتجفيف واستخراج البذور وعصرها، وكانت تلك العملية تتم يدوياً، حيث يتم إنتاج لتر واحد من الزيت خلال 15 ساعة عمل.

أما الآن، لا يزال كسر الجوز يتم يدوياً؛ ولكن يتم استخدام المكابس الكهربية في عصر البذور، بما يعجّل عملية العصر ويحافظ على الزيت دون تخفيف.

وتتمثل المشكلة في أنه منذ اكتشافه على يد بعض شركات التجميل الكبرى، تندر فرصة الحصول على هذا الزيت دون أن يكون مغشوشاً.

وتضيف الدكتورة مالك: “العديد من المنتجات التي تستخدم عبارة “زيت الأركان” تتضمن نسبة مئوية ضئيلة للغاية من الزيت الفعلي بها. ولا توفر قطرة زيت الأرجان الموجودة داخل المنتج العديد من المزايا”.

أكثر المنتجات مبيعاً في بريطانيا

ويعد أكثر المنتجات مبيعاً في بريطانيا هو الزيت المغربي حيث يحتوي على 100% من زيت الأركان وتبلغ تكلفته 50 جنيهاً إسترلينياً لكل 50 مل.

وفي الواقع، يأتي زيت الأركان في المرتبة الخامسة ضمن قائمة محتويات المنتج، مما يعني أن هناك أربعة عناصر أخرى ضمن التركيبة بكميات أكبر.

وتحذر الدكتورة مالك من وجود بعض المنتجات بالأسواق تحتوي على كلمتي “مغربي” و”زيت” بأسمائها ولكنها لا تحتوي بالفعل على زيت الأركان.

وتقول “يمكن أن يكون أي نوع من الزيوت، لذا لا تفترض أنه زيت أركان لمجرد أن البائع يزعم أنه من المغرب”.

ويُعتقد أن كمية الزيت التي تصدرها المغرب سنوياً تصل إلى ضعف الكمية التي يمكن أن تنتجها الأشجار.

زيت نادر

وقد تكون أكبر ميزة لزيت الأركان هي ندرته، وهي السمة الرئيسية التي ساعدت على زيادة شعبيته وشهرته.

ويقول أمارجيت ساهوتا، مدير مؤسسة المراقبة العضوية: “يؤدي ارتفاع سعر الزيت وحجم الطلب عليه إلى تزايد المخاوف بشأن دوام وجوده. إذ هناك مخاوف تتعلق بزيادة حجم الطلب على الزيت، مما يشجع المنتجين على حصاده من الأشجار مباشرة بدلاً من جمع الثمار من على سطح الأرض. كما ثمة مخاوف أخرى حول إمكانية غش الزيت على يد المنتجين. وقد وجدت الدراسات أنه يتم خلطه بزيت عباد الشمس أو زيت الزيتون”.

وتعد الأشجار التي تستغرق 50 عاماً كي تنضج بمثابة عقبة طبيعية تحول دون ظاهرة التصحر، مما يمنع تعرية التربة ويؤدي إلى حماية الموارد المائية.

وللحيلولة دون إزالة الغابات، تم إنشاء جمعيات تعاونية لمشاركة المواطنين المحليين، وخاصة النساء، في صناعات الأرجان. وتوفر هذه الجمعيات للنساء دخلاً شهرياً؛ كما توفر لهن التعليم والرعاية الصحية في بعض الحالات.

ومع ذلك، لا تستطيع النساء  في هذه الجمعيات عقد صفقات تجارية مع المنظمات الدولية، مما يجعلهن عرضة للاستغلال.

ولا يكاد يوجد أدنى شك في أن هناك العديد من الفوائد لزيت الأركان حينما يكون نقياً تماماً. فهو يعد مرطباً للغاية لكل من الوجه والجسم. كما أنه ملطف فعال للشعر حيث يمكن أن يقلل من التقصف إلى حد كبير.

وفيما يتعلق بتناوله مع الطعام، يتضمن زيت الأركان ثلاثة أضعاف كمية فيتامين “هـ” الموجودة بزيت الزيتون واللازمة لصحة البشرة وحماية أغشية خلايا العين وتقوية الجهاز المناعي.

وترى الدكتورة مالك أن زيت الأركان النقي تماماً ليس أفضل المنتجات المضادة للشيخوخة.

وتقول “أعتقد أن المنتج الطبيعي وحده لا يمنح أفضل النتائج. ولذا لابد من الحصول على مزايا التقدم التكنولوجي”.

وتنصح الدكتورة مالك هؤلاء الذين يرغبون في تجربة الزيت السحري المغربي بالبحث عن المنتجات ذات السمعة الجيدة التي تحتوي على عدد أقل من العناصر وتركيز أكبر من الزيت الفعلي.

وتنهي الدكتورة مالك حديثها بالقول: “ليس هناك منتج يحقق معجزة ويغير مظهرك، مهما زعم المشاهير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *