آخر ساعة

البوليساريو وزوال الحركات الانفصالية

إن التطورات التي عرفها ملف الصحراء المغربية مؤخرا تعكس حجم التخبط الذي وصلت إليه جبهة البوليساريو حالها حال جميع الحركات الانفصالية التي عرفت في العالم، والتي أصبحت الآن في خبر كان، إذ أن الجبهة حاليا تعرف نوعا من الانحصار والتلاشي خاصة بعد سحب العديد من الدول الاعتراف يهدا الكيان الوهمي واتجاه جل الدول الأوروبية والأمريكية إلى سن سياسة رفض أطروحة الانفصال التي ارتبطت بالحرب الباردة واقتناع هؤلاء بان وجود مثل هذه الكيانات لم ينتج عنه إلا المآسي والخراب لعديد من الشعوب وارتباط العديد منها بالأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة.

 

أن قضية البوليساريو شانها شان العديد من الحركات الانفصالية التي عرفها العالم والتي انقرضت ولم يعد لها أي وجود يذكر، وعليه أصبحت الجبهة تعيش حاليا في منعطف تاريخي مصيري بعد انكشاف زيفها وظلت معزولة تحرم تدريجيا من المساعدات ومن الدعم المالي الذي كانت تتلقاه من الدول المساندة لأطروحتها الزائفة ولم يبقى لها إلا الجزائر الذي بدا يعرف بدوره انتكاسات لأسباب متعددة منها تراجع عائدات البترول في السوق الدولية مما دفع بالجمهورية الوهمية إلى البحث عن مصادر أخرى للتمويل والانخراط في الأنشطة الغير المشروعة كالتهريب وتجارة الرقيق والمخدرات بحيث أصبحت مصدر تهديد لأمن الدول المجاورة ومصدر للإرهاب الدولي خاصة في منطقة غرب أفريقيا.

 

في مقابل انسداد الأفق السياسي أمام البوليساريو وارتهانها للجزائر، وأمام النجاح الذي حققته المملكة فيما يخص ملف الصحراء، لجأت الجبهة إلى احتجاز الساكنة داخل المخيمات وحرمانها من ابسط الحقوق كالعيش الكريم وحرية التنقل، مخافة منها من مغادرة تلك الساكنة لتندوف متوجة نحو بلدها المغرب محققة حلم العيش في أمن وسلام.

 

كل هذه المعطيات أدت إلى ظهور اتجاه عام ضد هذا الكيان الغاصب للحرية بتطبيق المقترح السياسي المغربي المتمثل في منح الأقاليم الجنوبية الحكم الذاتي الموسع في إطار الجهوية الموسعة والتي يمكن من خلالها للساكنة أن تدبر شؤونها بنفسها، في إطار السيادة المغربية، لتحقيق تنمية مستدامة ودائمة على المستوى المحلي والجهوي في إطار الديمقراطية التشاركية، ويعتبر ذلك انتكاسة حقيقية لجبهة البوليساريو ولدبلوماسيتها الفاشلة أمام التأييد الدولي الذي حضي به المقترح المغربي الذي بدأ تنزيل لبناته الأولى من خلال المشاريع التنموية الضخمة التي دشنها جلالة الملك محمد السادس بتلك الأقاليم والتي تعتبر تفعيلا للمشروع على ارض الواقع، وليس مجرد أضغات أحلام كما تذهب إليه البوليساريو. أضافة إلى أن المغرب يلعب دورا مهما في استقرار المنطقة ككل من حيث محاربة الإرهاب وتجارة المخدرات العابرة للقارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *