آخر ساعة

“البوليساريو” ترتمي في أحضان “داعش”

تداولت بعض المنابر الإعلامية التركية  تقريرا نشر بأحد المواقع ألإلكترونية المحلية،  عن ظاهرة ارتماء البوليساريو في أحضان المنظمات الإرهابية وخاصة “داعش” حيث باتت أقرب الى هذا التنظيم الذي ارتكب جرائم فظيعة بمنطقة الشرق الأوسط  خاصة بسوريا و العراق٬ و تحول بذلك  إلى شبح إرهابي يشكل  تهديدا  أمنيا خطيرا على السلم  والأمن العالميين. و حسب مضمون التقرير الذي أشرف على إعداده خبراء وباحثون في الشأن الأمني٬ فإن  ”جبهة البوليساريو” بعدما كانت على علاقة وطيدة مع تنظيم القاعدة في الساحل والصحراء تحولت مؤخرا إلى وجهة “داعش”، إذ تم رصد عدة مؤشرات مقلقة بخصوص انحراف جبهة البوليساريو٬ و تحولها إلى تنظيم يرتبط بمنظمات إرهابية في العالم٬ وقد أثبتت عدة وقائع خاصة التنسيق الوثيق الموجود بين قيادة البوليساريو و قادة بعض الحركات الإرهابية بمنطقة  الساحل وشمال  إفريقيا٬ بعد الفشل الذي منيت به الحركات الإرهابية لتنظيم القاعدة في حربها مع فرنسا في شمال مالي٬ إثر الانقلاب على الحكومة الشرعية للبلاد. ويهذا تحولت مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري  إلى ملاذ آمن لعدد من القيادات الإرهابية المطاردة في العالم و المسجلة  ضمن لائحة المطلوبين  للعدالة الدولية٬ إضافة  إلى عدم  تعاون “جبهة البوليساريو”  مع بعض التحقيقات الدولية٬ و غموض موقفها من  الحرب على الإرهاب التي تقودها  الدول الكبرى.

و بموازاة مع ما ذكر، يشير التقرير كذلك إلى التصنيف الذي وضعته اليابان حيت جعلت “جبهة البوليساريو” ضمن لائحة المنظمات الإرهابية التي تهدد  الأمن القومي الياباني، مند عام 2011، حيث باتت منطقة الصحراء تحت المجهر الياباني، ففي تقرير وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية الصادر سنة 2014، حول وضعية الإرهاب في العالم، وضع هدا  التقرير للمرة الثالثة على التوالي مخيمات تندوف كمنطقة غير آمنة لما عرفته من عمليات اختطاف خاصة اختطاف عاملين بمنظمات إنسانية داخل المخيمات ويرجع هدا الى تردي الأوضاع  الأمنية و المعيشية في صفوف سكان المخيمات و للتحولات البنيوية التي شهد تها  البوليساريو في اتجاه التيارات الإسلامية الجهادية التي تتقاطع معها في عدد من الأهداف للحصول على مكتسبات مادية و سياسية، و لعلها تلك المرتبطة بعمليات اختطاف رعايا غربيين بمنطقة الساحل و الصحراء التي تم القيام بها بمساعدة  البوليساريو من اجل الحصول على االفدية.

ويضيف هذا التقرير أن هذه العمليات تمثل أحد  أدوات الدعم  المادي لهذه التنظيمات و التي حققت خلالها أرقاما قياسية دفع بها إلى جعل الانفصاليين وسطاء بين تلك التيارات الجهادية و استخبارات دول غربية لدفع الفدية،فلولا  عناصر من البوليساريو، وهم الذين يعرفون جغرافية الصحراء الوعرة، ما كانت القاعدة لتنجح في القيام بعمليات الاختطاف  هناك.

و يستفاد من هذا التوجه الجديد٬ نزوح  جبهة بوليساريو نحو الاستقواء بهذه الحركات الإرهابية من أجل ابتزاز المغرب والدول الغربية في ملف تسوية قضية الصحراء المغربية٬ بعد أن تآكلت أطروحة الانفصال التي روجت لها على مدى أربعين سنة٬ و فشلت في تحقيق مطلب الانفصال الذي تأكد أنه مطلب غير واقعي٬ مما أدى إلى تراجع الاعتراف به وبفضل الاقتراحات البناءة والوجيهة التي قدمها  المغرب لتسوية هذا النزاع المفتعل وان  تطرف البوليساريو  بات حقيقة  ملموسة تؤكدها  تقارير  دولية  محايدة٬ و بالتالي تؤكد ما نبه إليه المغرب في عدة  مناسبات٬ مما يفرض على الدول العظمى التعامل مع هذا التحول بكل  جدية٬ قبل تحول مخيمات تندوف إلى قاعدة  إرهابية  تهدد  أمن  المنطقة المغاربية  و الدول الإفريقية و دول  العالم ككل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *