آخر ساعة

صمود المقترح المغربي لحل ملف الصحراء أمام تصاعد الأخطار الإرهابية

بعد التصريحات المستفزة للأمين العام للأمم المتحدة في حق الشعب المغربي، والتي أصبحت منعطفا بارزا في معالجة وتدبير ملف الصحراء المغربية لا من طرف المغرب فقط، بل كذلك من قبل الأطراف الدولية المؤثرة الداعمة لحقوق و مواقف الرباط، تسارعت الأحداث المرتبطة بهذا المشكل المفتعل بشكل ملفت للنظر وبسرعة قصوى خاصة مع اقتراب صدور تقرير مجلس الأمن الدولي السنوي المتعلق بهذه القضية.

وقد تعبأت القوى الوطنية مدعومة بإجماع الشعب المغربي، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، حول مسألة الوحدة الترابية حيث عملت على مستويات عدة على التصدي للمناورات الدنيئة لخصوم المملكة، وتمكنت من تحقيق نجاحات متتالية تمثلت أساسا في إقناع العديد من الأطراف الدولية بنجاعة المقاربة المغربية في إيجاد حل عادل لقضية الصحراء المغربية والمتمثل في مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وهكذا أصبح المقترح المغربي يحضى بدعم وتقدير العديد من الدول وعلى رأسها أمريكا وفرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك العديد من الدول العربية والأوروبية والإفريقية والأسيوية، زيادة على الكثير من قادة الرأي في بعض الدول الكبرى وداخل الدوائر المؤسساتية المؤثرة في القرار سواء في برلمان الاتحاد الأوروبي أو الكونغرس الأمريكي.

ويعتبر هذا الدعم من لدن القوى الدولية والفعاليات السياسية للمقترح المغربي الذي يعتبر الحل الواقعي الوحيد القابل للتطبيق، حماية لازدهار وأمن و استقرار المنطقة، وذلك أمام المخاطر الإرهابية المتزايدة وخاصة بعد التغييرات والتحولات الإستراتيجية التي عرفتها الحركات الارهابية في منطقة الساحل والصحراء خاصة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حيث لجأت مؤخرا إلى توسيع مجال ضرباتها الإرهابية التي تمتد من شمال القارة الإفريقية نحو ساحلها والى غرب إفريقيا وخليج غينيا، مستغلة التركيبات القبلية المهمشة و الأشكال المتعددة للأنشطة المحظورة وهشاشة آليات الدفاع المعتمدة، لتتمكن من تجنيد عناصر جديدة بشكل أكثر يسرا لسد الثغرات في مواردها البشرية.

متتبعو مسار جبهة البوليساريو من أكاديميين وباحثين وعلماء الاجتماع دقوا ناقوس الخطر أكثر من مرة ونبهوا إلى أن مخيمات تندوف تشكل تربة خصبة للعناصر الإرهابية الدولية لتجنيد عناصر جديدة في صفوفها، لما تتوفر عليه من توابل المساعدة لذلك من حالة التهميش واليأس الذي يعيشه الشباب هناك، وانتشار التهريب بكل أنواعه، والتطاحن بين المكونات القبلية على السلطة، وهي العناصر الضرورية الكافية للارتماء في أحضان التطرف الذي أصبح في الواقع ورقة تهديد يلوح بها مسئولو جبهة البوليساريو لابتزاز المواقف السياسية الدولية، كما ورد على لسان ما يسمى بسفير الجبهة بالجزائر خلال ندوة نظمت بالعاصمة هناك، حيث هدد بتحويل البوليساريو إلى منظمة متطرفة وإرهابية.

 

ومن هذا المنطلق، ووعيا منه من الانزلاقات التي يمكن أن تترتب على وضعية ساكنة المخيمات جراء الظروف المعيشية القاسية التي تعيشها هناك، وكخطوة أولية في طريق البحث الجدي عن حلول عملية للأوضاع في المخيمات ، مافتئ المغرب يطالب وبإلحاح من المنتظم الدولي لإنهاء النزاع المفتعل ووضع حد لمعانات ساكنة المخيمات الذي يعتبر المخيم الوحيد في العالم بدون حل مما أدى بمسؤولي الجبهة وزبانيتهم بالجزائر الى جعل معاناة الساكنة أصلا تجاريا من اجل الاغتناء غير المشروع وتكديس الأرصدة السرية بأوربا و أمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *