آخر ساعة

الجزائر ..ومنطق “حلال علينا حرام عليكم”

في الوقت الذي تحتضن فيه السلطات الجزائرية ميلشيات البوليزاريو و تتشدق بإيمانها بتقرير مصير الشعوب،  وتكيل بمكيالين ، بمنطق ” حلال علينا وحرام عليكم ” حلال على ” الشعب الصحراوي تقرير مصيره، وحرام  على شعب القبائل التي تطالب بالاستقلال وبالحكم الذاتي  الموسع  على نمط المقترح المغربي الذي ينادي بمنح الصحراء المغربية حكم ذاتي موسع… اندلعت مؤخرا في منطقة القبائل بالجزائر مظاهرات عارمة تطالب بالحكم الذاتي الموسع.

وضربت وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية التعتيم على هذه الأحداث، مفضلة الانخراط في  صمت مطبق، هذا في الوقت الذي تتحدث فيه الأخبار الواردة من منطقة القبائل عن تجدد المظاهرات في المنطقة، والتي قوبلت   بالقمع من طرف القوات العسكرية الجزائرية، مما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين بجروح  متفاوتة الخطورة نتيجة التدخل العنيف للجيش وقوات الأمن لقمع صوت القبائل المطالب  بحقه في تقرير مصيره.

إن الجزائر عندما افتعلت نزاع الصحراء لأطماع سياسية وإستراتيجية وجندت لذلك ميليشيات البوليساريو لغرض الانفصال عن البلد الأم المغرب، لم تكن تتصور انه في يوم من الأيام ستدور عجلة الزمان عليها وستكون العديد من مناطقها تطالب بنفس المطلب، سواء تعلق الأمر بشعب القبائل الذي يطالب حاليا بالانفصال عن دولة الجزائر التي أذاقته الويل والعذاب والتهميش والإقصاء، أو الطوارق في الجنوب الدين لا ينتظرون إلا حل قضية الصحراء المغربية ليطالبون النظام الجزائري بنفس الحل.

إن هذه الأحداث متضافرة ومجتمعة ستجعل النظام الجزائري أول من يسقط في الحفرة التي حفرها للمغرب، ولهذا أليس من حق المغرب أن يرد الكيل لرئاسة هذا البلد الشقيق باحتضانه لحكومة القبائل في المنفى، وتسخير كل إمكانياته الدبلوماسية  للدفاع عن قضية شعب يعرف  أبشع أنواع التهميش ويطالب بتقرير مصيره.

لكن المغرب بمبادئه وأخلاقه والذي يؤمن بوحدة الشعوب ، كما يؤمن بان القوة تكمن في  التكتل وليس في  البلقنة التي ما فتئ ينبه بخطورتها رؤساء دولة الجزائر الذين تربعوا على كرسي قصر المرادية ،يترفع عن هذا السلوك ملتزما الحياد تجاه قضية لا تهم الا الجزائر وشعب القبائل، فلو أشعل المغرب فتيل الانفصال في طوارق الجزائر بواسطة دعم مالي ومعنوي لينتفضوا، فبلا شك سيكون الرد الجزائري واضحا وهو أنه لن يسمح بالمساس بوحدته الترابية وقد يستعمل القوة العسكرية ضد المتمردين مهما كانت مكانتهم ومهما كانت رغبتهم، كما استعملها من قبل حين أباد على خلفيته مئات الأبرياء العزل .فالمغرب من أنصار حرية الشعوب ولكنه ليس من أنصار كل من يهب ليصنع لنفسه شعبا ويريد من خلالذلك إنشاء دولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *