آخر ساعة

تقرير: البوليساريو تُعوض عن فقدان مصادرها التموينية بتجارة المخدرات

 أكد تقرير صادر عن “المؤسسة المتوسطية للدراسات والاستخبارات الإستراتيجية“ ، أن المشاريع الثورية المزعومة التي تتبناها الحركة الانفصالية الناشطة في منطقة الصحراء كجبهة البوليساريو ، قد تراجعت في ظل التغيرات السياسية والإيديولوجية التي عرفها العالم، مما دفع بهده الحركة بسبب فقدانها للدعم الخارجي إلى تبني مُقاربة نفعية تعتمد على مدا خيل تجارة المخدرات. حيت كانت هده الحركة الانفصالية تستمد قوتها فيما مضى من استغلالها لضعف الأنظمة في المنطقة، ومن الدعم المادي والمعنوي للقوى الشيوعية الكبرى في العالم في عز سنوات الحرب الباردة، والتي كانت تتبنى مشروعها الكوني الرامي إلى إسقاط نظام الرأسمالية لكن بانتقال العالم إلى بيئة جديدة كلياً، سياسياً وايدولوجيا، صار الملاذ الوحيد لهذه الحركة الانفصالية هو تجارة المخدرات، بحيت أنها تتحرك في مساحات واسعة وسط مجاهل الصحراء، تشتمل على غابات وأحراش يصعب تأمينها.

 

سبق لصحيفة “Foreign Policy Journal” أن ذكرت في تحقيق لها في هدا الصدد ، أن جبهة “البوليساريو”، إلى جانب تنظيم القاعدة في بلدان المغرب الإسلامي، وبعض الميليشيات المتفرقة في الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي، قد تمكنت من ترويج ما قدره 1.4 مليار دولار من المخدرات، أتى مُعظمها من دول أمريكا اللاتينية.

 

وأوردت بعض المصادر  الصحفية أن منطقة بوكربة الواقعة شمال تندوف تتواجد بها مجموعة مسلحة بأسلحة كلاشنيكوف تنسب نفسها إلى مديرية أمن البوليساريو و تقوم بفرض ضرائب على تجار المخدرات الذين يمررون بضاعتهم من تلك المنطقة، باعتبارها الممر الوحيد وسط تضاريس وعرة. وقالت ذات المصادر أن هذه المجموعة تتكون من حوالي 10 أشخاص بزعامة مرتزقة ينتسبون لقادة الجبهة المزعومة وعلى رأسهم  المدعوون لمام ولد البشرة و فضيلي ولد جولي و ولد البرناوي. هؤلاء يعملون مباشرة تحت أوامر محمد عبد العزيز الذي يغض الطرف عنهم نظرا لأنه يتوصل منهم بنصيب وافر من الأموال المتحصل عليها من تجارة المخدرات وكل الممنوعات. مما يدل على تورط عناصر بالبوليساريو و ضباط جزائريين مع أباطرة لترويج المخدرات و السجائر و السلاح بالمنطقة التي تشهد تماس عدة خطوط حدودية و تحولت بفعل الظروف السياسية المتأججة بالمنطقة إلى ملتقى نشاط العديد من العصابات المتخصصة في كل أشكال التهريب و الإجرام . كما ان التحقيقات كشفت على ان  الحسابات البنكية لعسكريين جزائريين من مختلف الرتب ظلت تستفيد من تحويلات ما زال مصدرها مجهولا و الآراء متضاربة في شأنها دون أن يلغي ذلك احتمال تعمد المحققين العسكريين التغطية على مسؤولية أطراف متورطة من جبهة البوليساريو.

 

في نفس الإطار كشف مسؤول جزائري سام مكلف بتتبع خيوط شبكات تهريب المخدرات بالجزائر أن العديد من عصابات ترويج المخدرات الخضراء أو البيضاء قد بدأت في تحويل نشاطها إلى منطقة الجنوب الغربي الجزائري مستفيدة من الظروف المواتية المتوفرة هناك، و أكد ذات المسؤول أن منطقة تندوف تحولت خلال العشرية الأخيرة إلى محطة جذب للعديد من العصابات الإجرامية النشيطة في التهجير و تهريب و ترويج المخدرات.  وقد تم اعتقال بارون للمخدرات من العيار الثقيل بولاية تيندوف و يعتبر من الشخصيات الذائعة الصيت بالمنطقة حيث اعترف بعلاقته بعناصر من الجمارك و الجيش الجزائري تسهل مأموريته مقابل عمولات مجزية كما  أن كثير من قادة  البوليساريو، خصوصا العسكريون دخلوا في متاهات الاتجار الدولي في المخدرات ، خاصة الحشيش الذي يروج داخل مؤسسات الكيان الانفصالي لفائدة بعض القادة البارزين في الجبهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *