متابعات | هام

دراسة: “الأحداث المغربية” “والأخبار” أكثر الصحف انتاجا لخطاب الكراهية

أظهرت دراسة أصدرها، أمس الإثنين 23 ماي 2016، مرصد الإعلام في شمال إفریقیا والشرق الأوسط بشراكة مع مبادرة The Network، حول رصد خطاب الحق والكراھیة في عینة من الصحافة المغربیة المكتوبة، بين 11 و31 أكتوبر 2015، أن جريدة “الأحداث المغربية” احتلت المرتبة الأولى ضمن الصحف المغربية الأكثر انتاجا لخطاب الحقد والكراهية، متبوعة بيومية “الأخبار”، حيث احتلت اليوميتين المذكورتين نسبة 67 بالمائية من مجموع خطابات الحقد والكراھیة في الصحافة المغربیة التي قام المرصد بدراستها، ويتعلق الأمر بـ “الأحداث المغربية” و”الأخبار” و”أخبار اليوم” و”المساء” و”الصباح”.

ووفق تقرير المرصد فإنه اعتمد في عملية رصد خطابات الحقد والكراھیة، على منھجیة تقوم على اختیار مجموعة من الجرائد الیومیة المغربیة وعددھا خمسة غير حزبية، عبر رصد كمي یقوم على إحصاء عدد التكرارات التي تھم أنواع خطابات الحقد والكراھیة، وذلك بتصحف وقراءة جمیع صفحات الجریدة موضوع الرصد، ورصد نوعي ینطلق من عملیة استخراج الكلمات والجمل والصور والكاریكاتور، التي تحمل خطابا أو رمزا أو شكلا یحمل دعوة للحقد والكراھیة، حيث تم بعد ذلك تصنیف تلك الخطابات إلى أنواع متعارف علیھا مسبقا، ومن ثم مر المرصد إلى مرحلة قراءة وتحلیل نتائج الرصد.

ومن بين أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن 67 بالمائة من خطابات الحقد والكراھیة في الصحف الیومیة المغربیة موضوع الرصد، موزعة مابین صحیفة الأحداث المغربیة بـ 32.37 بالمائة وصحیفة الأخبار بـ 58.29 بالمائة، فيما حلت صحیفة “أخبار الیوم” في المرتبة الثالثة على مستوى عدد تكرارات خطاب الحقد والكراهية، تلیھا صحیفتي الصباح والمساء اللتان تقتسمان 30 بالمائة فیما بينهما من خطابات الحقد والكراھیة بـ 15 بالمائة لكل واحدة منھما، في حين يشكل خطاب الـ “ستيغما” أو التنميط أو صم والسب والشتم، ما مجموعه 78 بالمائة من مجموع أنوع خطابات الحقد والكراھیة.

كما أورد تقرير المرصد المذكور، أن يومية “الأخبار”، احتلت الرتبة الأولى في عدد عبارات السب والشتم، بنسبة 50 بالمائية، تلتھا صحیفة الأحداث المغربیة بـ 25 بالمائة، ثم صحیفة الصباح بنسبة 17 بالمائة والباقي تم رصده بصحیفة أخبار الیوم (5 بالمائة) وصحیفة المساء (3 بالمائة)، فيما أشار التقرير أن نسبة مصادر خطابات الحقد والكراھیة في الصحف المغربیة المكتوبة، مصدرها الصحفیون المعرفون والسیاسیون، حيث یحتلون الصدارة بـ 36،75 بالمائة من مجموع المصادر. أما بالنسبة للأحداث المغربیة والأخبار والمساء فإن مصادر خطابات الحقد والكراھیة ھم صحفیون معرفون، وبالنسبة لأخبار الیوم والصباح، فإن خطابات الحقد والكراھیة التي تم رصدھا، مصدرھا الأساسي مسؤولون سیاسیون.

والمثير في الدراسة أيضا أن الأطراف المستھدفة بخطابات الحقد والكراھیة في الصحف التي تم رصدھا، یأتي في مقدمتھا المسؤولین السیاسیین بنسبة 24 بالمائة والأحزاب السیاسیة بـ 17 بالمائة، وھي نسبة مرتفعة خاصة إذا أضفنا لھا أطراف سیاسیة أخرى تم استھدافھا الأخرى مثل رئیس حكومة بـ 6 بالمائة ومؤسسات رسمیة بنسبة 10 بالمائة، مقارنة طبعا مع باقي الأطراف المستھدفة، ویفسر ذلك، حسب التقرير، بطبیعة التجاذبات السیاسیة التي كانت تعرفھا الساحة الوطنیة بین الحكومة والمعارضة خلال شھر أكتوبر وھي الفترة التي تم اختیارھا عشوائیا من أجل الرصد، فيما لاحظ التقرير أن البلدان العربیة في مقدمة البلدان المستهدفة بخطابات الحقد والكراھیة، وعلى رأسها الدولة الجزائریة بحكم العلاقات المتوترة مع المغرب.

وخلص التقرير إلى أنه بالرغم من قلة تكرارات خطابات الحقد والكراھیة التي تم تسیلھا قیاسا بعدد الصحف التي تم رصدھا وبالمدة التي تم تخصیصھا لھذه العملیة، فإن العبرة لیست في الكم بل في أبعاد ھذا الخطاب وما ینتجه من فكر إقصائي وعدائي اتجاه الفكر المخالف أو ضد المشروع المجتمعي المخالف. والمثیر للجدل ھو أن نسبة كبیرة من ھذا الخطاب ھو عبارة عن سب وشتم، وأن ھذا الخطابات مصدرھا صحفیون معرفون بنسبة 54 بالمائة من مجموع مصادر خطابات الحقد والكراھیة التي تم رصدھا في الصحف الخمسة، وأن الجھات التي استھدفھا ھذا الخطاب سیاسیون وأحزاب سیاسیة بما لا یقل عن 55,41 بالمائة.

وأوصى التقرير في الختام إلى ضرورة تشكیل مجلس وطني لأخلاقیات مھنة الصحافة المكتوبة، یضم مدراء الصحف الحزبیة والمستقل ورؤساء تحریرھا، إلى جانب قضاة وخبراء أكاديمیین متخصصین وممثلي الجمعیات الحقوقیة، وتنظیم ندوات من طرف نقابة الصحفیین وفدرالیة الناشرین في موضوع “خطابات الكراھیة في الإعلام المغربي”، من أجل الوقوف على الأبعاد الخطیرة لھذا الخطاب المعادي للدیمقراطیة وقیم حقوق الانسان، كما أوصت الدراسة بتدریب الصحفیین وتوعیتھم في موضوع خطابات الكراھیة وانعكاساتھا على المنتوج الصحفي، وعلى ثقافة التسامح والتعایش السلمي. كما دعا إلى صیاغة میثاق شرف یتضمن الإلتزام الأخلاقي للصحفیین بعدم استعمال خطابات الحقد والكراھیة في كتاباتھم الصحفیة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *