آخر ساعة

لماذا تخطط البوليساريو لإقامة إمارة إرهابية بالصحراء

إن المتتبع لحشد ميليشيات البوليساريو الانفصالية، منذ صدور التقرير الأخير للامين العام للأمم المتحدة بان كيمون يرى أن هذه الحركة الانفصالية، والتي منيت بعدد كبير من الانتكاسات، تسعى إلى تهديد مجلس الأمن وكذلك المغرب، بتحالفها مع  المنظمات الإرهابية التي اتخذت مقرا لها في مخيمات تندوف غرب الجزائر، حيث تتحرك بكل حرية تحت غطاء الأجهزة الأمنية والمخابرات الجزائرية التي تستغل البوليساريو لتحقيق أهدافها المقيتة ضد الدول المجاورة، في الوقت الذي ينادي فيه العالم كله إلى محاربة الإرهاب والتكتل لاستئصال هذا الداء الخبيث الذي بات يهدد الإنسانية بالإبادة الحقيقية تحت غطاء الدين.

إن جنرالات الجزائر يريدون الإبقاء على التنسيق مع الفصائل الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وهذا ما يمكنهم من التحكم في اللعبة التي صنعوها بأيديهم، واتخذوا لها شمال مالي مستقرا وقاعدة أساسية تنطلق منها لتنفيذ مخططاتها ولضرب مصالح دول الجوار، كما جعلوها ورقة ضغط على دول الإقليم، ولا يريدون لتنظيم الدولة أن يكون له موطئ قدم في المنطقة بسبب ارتباطاته الشرق أوسطية (سوريا، العراق…)، وعدم خضوعه لأجندة الجزائر التي تخشى من أن ينقلب السحر على الساحر في حالة ما دخلت هذه الأخيرة إلى الجزائر لان الأرضية مواتية لذلك إذ أن الشعب سئم من القيادة الحالية وكذلك الظروف المعيشية التي يتخبط فيها .

ويسعى قادة الانفصال إلى استغلال علاقاتهم بالإرهابيين لتكوين إمارة إرهابية على الحدود المغربية وهو أمر يستحيل قبوله إقليميا ودوليا، وسيشكل بداية منعطف جديد لملف النزاع حول مغربية الصحراء، بحيث إن البوليساريو تسعى إلى تحقيق ما عجزت عنه بالدسائس والمناورات والكذب وتغليط الرأي العام العالمي وشن حرب شرسة ضد المغرب في المحافل الدولية إلا أن هذا كله لم يحقق به ما يصبو إليه، لهذا حاولت البحث عن بدائل جديدة والتي وجدتها في التعامل مع المنظمات الإرهابية التي تتقاسم معها عائدات المحرمات التي تمر بمنطقة الصحراء، حيث تحصل منها ميليشيات لحمادة على التعشير والمكوس والتي تستقوي بها بعد تراجع المساعدات المالية التي تقدمها لها الجزائر والأنظمة البائدة كنظام كاسترو وتشافيز والقدافي.

إن رهان الانفصاليين على الدعم الجزائري يعتبر رهانا خاسرا، حيث إن الأزمة التي باتت تضرب عمق اقتصاد الدولة الجزائرية بسبب استشراء الفساد وانهيار أسعار البترول في الأسواق العالمية، جعلت الحكومة تعيد النظر في مجرد تقديم معونات رمزية لسادة المخيمات، وتُقدم بناء على ذلك على خفض عدد التمثيليات والإنفاقات الخارجية مما يعتبر سابقة من نوعها  تنبئ بقرب الطلاق بين الطرفين، وهو ما سيعتبر هزيمة نكراء لدولة مولت واستضافت التمرد على المغرب لأزيد من أربعة عقود.

لقد بات الانفصاليون في وضع لا يحسدون عليه، وبعد أن حاصرتهم الدبلوماسية المغربية في كافة المحافل الدولية، وأبقتهم القوات المسلحة الملكية خارج أسوار الحدود ولم يبق أمامهم سوى انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من خلال التلويح بعودتهم الى  الحرب في الصحراء، واستخدام ورقة الإرهاب، للحصول على تطمينات مغربية بعدم الملاحقة في حال قرروا الهروب من ميدان المعركة، استجابة لنداء الوطن الذي يضمن لهم الصفح عما صدر منهم، والاستفادة من جهود التنمية والتحديث التي يقوم بها الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *