آخر ساعة

لماذا مر موت محمد عبد العزيز في صمت؟

لم تعر وسائل الإعلام الدولية اهتماما كبيرا لوفاة محمد عبد العزيز المراكشي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية الذي حمل السلاح في وجه وطنه، و الذي رفضته مستشفيات العالم وحاصرته مخابرات الجزائر حتى في مرضه. فكانت لحظات الاحتضار هي الأصعب ولعل المراكشي قد عاشها بكل تفاصيل الغصة والمرارة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل إحدى مستشفيات العاصمة الجزائر. فلا هو رأى ثمرة خيانته تتحقق على الأرض كانفصالي ، ولا هو انتشى بأي شكل من أشكال العزاء في فقدان مغربيته وأصوله ،ليرحل إلى العالم الآخر مجترا وراءه حسرة، سرمدية الأبد.

محمد عبد العزيز لم يكن في يوم من الأيام قائدا حقيقيا ، بل كان طوال حياته ظلا لحكام الجزائر ومخابراتها في تندوف يستفيد من كل الدعم الذي يمنحه له قصر المرادية فقط ليشوش وليقلق المغرب في سيادته على ترابه وقد انتهى به الأمر مؤخرا، بعد فشل الدعاية الإعلامية للبوليساريو في تهويل الوضع الحقوقي داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة ، وبعدما لم تتمكن البوليساريو من إقناع مجلس الأمن بجدوى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة الوضع الحقوقي بالصحراء، انتقل الى استغلال ورقة  التلويح بالعودة إلى حمل السلاح في مناورة مستهلكة لأسطوانة اكل عليها الدهر وشرب حيت جرت عليه استفسارات شتى من قوى إقليمية وعالمية .

تعند الانفصالي الراحل أمام نداء وطنه وصم آذانه أمام دعوات والده، الصحراوي المغربي الأصيل محمد البشير الركيبي، بالعدول عن  الغي والدخول لأرض الوطن أسوة بالآلاف من الصحراويين الذي فهموا في لحظة ما ان الصراع سياسي مفتعل،    و أن المغرب أكبر بكثير من كل محاولات التغرير بأبنائه وفي هدا الصدد فقد اطلق جلالة الملك الراحل الحسن الثاني نداء لكل الانفصاليين بمن فيهم زعيمهم محمد عبد العزيز المراكشي، مطالبا إياهم بالعودة إلى الوطن، فاستجاب عدد كبير منهم ولم يستجب آخرون ممن على عيونهم غشاوة، واليوم لا يزال هذا النداء قائما وما على الذين سيخلفون المراكشي إلا الاستجابة فالوطن لازال غفورا و رحيما.

محمد عبد العزيز الابن غير البار لوطنه و لعائلته الصغيرة غادر هذا العالم حاملا معه سخط بلده ووالديه ، في أسوأ تصور لميتة إنسان كما يتخيلها المغاربة . فقط أزيز الخلاء هناك في تندوف هو آخر ما سمعت أذناه، واجترار غصة حلم لم يراه متحققا ولن يراه بعده كل واهم بإقامة جمهورية مزعومة في ظهر المملكة المغربية. فنهاية المراكشي تعد نهاية وهم طالما شغل الناس دون ان يتحقق فقد أضاع الهالك ، فرصا تاريخية لا يمكن أن تعوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *