آخر ساعة

البوليساريو والصراع على الزعامة

بعد أن كانت المنافسة على الزعامة تنحصر بين ثلاثة إلى أربعة أسماء داخل قيادة البوليساريو لها تقريبا نفس الحظوظ في الظفر بمنصب القيادة لكونها تشترك في الولاء للجزائر، وبينها من له أصول جزائرية، إلا أن كل ذلك اندثر وأصبح من الماضي بعد أن ضغطت الجزائر في اتجاه اختيار إبراهيم غالي حيث أورد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا “بفورساتين” أن الجزائر تدفع بكل قواها  إلى اختيار المسمى “إبراهيم غالي ” زعيما للجبهة خلفا لمحمد عبد العزيز، وتسعى إلى خلق إجماع تام حوله ويبدو أن الجميع سلم للأمر وأعلن التأييد للقرار الجزائري الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال مناقشته.

الجزائر لكي تنفذ ما تريده مهدت للأمر ببث مجموعة من الرسائل والمنشورات داخل المخيمات كان أخطرها توزيع تسجيل صوتي للراحل محمد عبد العزيز على أنه وصية منه لساكنة مخيمات تندوف، يثني من خلالها أمام قيادة جبهة البوليساريو خلال اجتماع خاص قبل وفاته على خصال إبراهيم غالي ومناقبه ويشيد بتجربته العسكرية وبمساره السياسي الحافل وولائه لجبهة البوليساريو، ويحض بشكل صريح على اختياره لأنه الأنسب للمرحلة القادمة.

سكان المخيمات اعتبروا التسجيل الصوتي رسالة جزائرية مباشرة تدعو إلى ضرورة اختيار إبراهيم غالي أمينا عاما لجبهة للبوليساريو، وأن المؤتمر الاستثنائي المقرر عقده يومي 08 و 09 يوليوز 2016 بمخيم الداخلة تحت اسم ” مؤتمر محمد عبد العزيز ” لا يعدو أن يكون مسرحية مفبركة ومحسومة النهاية، وأن زعيم البوليساريو القادم قد حسم في اسمه وانتمائه، وهنا يتأكد مرة أخرى أن قيادة البوليساريو هي أداة جزائرية تتحكم من خلالها في مصير ساكنة المخيمات، وأن القيادة الهلامية مجرد يافطة تغير فيها الجزائر الأسماء حسب مصالحها فتعين هذا أو تبعد ذاك بما يتماشى وخصوصيات كل مرحلة، وعليه لا يمكن المراهنة على خلف محمد عبد العزيز مهما كان في الدفع بحلحلة ملف الصحراء لأن القيادة القادمة لن تختلف عن سابقتها ولن تلعب أي دور ما لم يكن مرسوما لها من طرف قصر المرادية.

على مستوى المخيمات هذه الاخيرة تعرف حراكا شعبيا و ضغوطات انتخابية تقودها فعاليات قبلية من جهة، وعدد مهم من الأطر العسكرية والمدنية بمؤسسات تابعة للبوليساريو من جهة أخرى والتي ترفض إملاءات الجزائر كلها تحاول التسويق لشخصيات بعينها للظفر بزعامة البوليساريو، كان آخرها رسائل تدعو “وزير الدفاع الحالي” عبد الله لحبيب ولد البلال ” لتحمل مسؤولياته باعتباره رجل المرحلة لقيادة جبهة البوليساريو ، الأمر الذي يثبت أن مخيمات تندوف منقسمة في الاختيار وغير راضية عن الاختيار الرسمي الذي تريده الجزائر.

وتبقى الحقيقة الوحيدة أن الجبهة ليست سوى أداة جزائرية للتحكم في الشعب الصحراوي ، وأن الزعيم أيا يكن ليس إلا مواطنا مغربيا قادته الأهواء و غابت عنه الحقائق أو يرفض عن قصد الاعتراف بالحق المغربي في صحرائه لظروف مادية أو غيرها وما يدل على ذلك هو ان الزعيم الذي تحاول الجزائر فرضه في المؤتمر القادم ليس سوى إبراهيم غالي الذي ينتمي إلى قبيلة الشرفاء الرقيبات التي تنحدر من عبد السلام بن مشيش المغربي، ووالده دفين منطقة الرحامنة المغربية، بنيت عليه زاوية تعتبر مزارا بالمنطقة، فهل سيستطيع زعيم البوليساريو أن ينكر هذه الحقيقة، وعلى ذقون من تضحك الجزائر ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *