آخر ساعة

البوليساريو وأسطوانة شن الحرب المشروخة

تعيش الجبهة الهلامية وضعية صعبة وغامضة الأفق بعد رحيل رئيسها محمد عبد العزيز، ومما يدل على هذا تصريحات الحركة الانفصالية التي تلوح من حين إلى آخر بالعودة إلى السلاح ضد المغرب، رغم أنها تعلم ان هذه الفرضية من قبيل المستحيل نتيجة الظروف التي تعيشها الجبهة الانفصالية ونظرا لما منيت به من انتكاسة  سياسية وتراجع الاعتراف بها، وكذلك نقص مستوى المساعدات الدولية التي تتوصل بها، إضافة إلى كون الظروف الموضوعية إقليميا ودوليا يجعل من إقدامها على مثل هذه المغامرة انتحارا حقيقيا ونهاية لما تبقى من هذه الحركة، التي تقترب من الزوال نتيجة الأزمات الداخلية التي تنخرها إلى حد اقترابها من الانفجار نتيجة الصراع القائم حاليا حول القيادة.

 

آخر تصريحات العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب كانت على لسان ما يسمى وزير خارجية البوليساريو محمد سالم  ولد السالك الذي تطرق إلى قضية تصفية الاستعمار وتقرير المصير رغم إقرار جل الدول العظمى أن هذا الخيار يستحيل تطبيقه أمام دعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية.

 

جل المراقبين لملف الصحراء يصرحون ان قضية التهديد بحمل السلاح ضد المغرب ليس بجديد بل مجرد شعار مناسباتي اعتادت البوليساريو إطلاقه مع وقف تنفيذه على ارض الواقع لأنها لاتسنطيع مواجهة الترسانة المغربية المرابطة بالحدود والتي تتوفر على أحدث المعدات الحربية.

 

قياديو البوليساريو يجربون كل الطرق ويعلقون فشلهم بالهيئات الأممية، حيث يحملون لها المسؤولية ويجعلونها حسب تصريحات ولد السالك أمام مسؤوليات خطيرة، وحيث إن الأمر يتعلق بتقرير المصير أمام تعنت المغرب في إيجاد حل لهذه القضية، معتبرا أن الأمر يمثل توجها ومسارا خطيرا ومتهورا سيؤدي الى المواجهة بين المغرب والبوليساريو. أمام كل هذه الترهات فالجبهة المدعومة من الجزائر لاتزال تسعى منذ اربعين سنة إلى انفصال المنطقة عن المغرب في الوقت الذي قام فيه المغرب باسترجاع صحرائه مند سنة 1975 بعد رحيل المستعمر الاسباني ومواصلة لمسيرة الوحدة الترابية وضع المغرب بين أيادي مجلس الأمن مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت سيادته واعتبر قضية الصحراء من أولويات الأولويات وان تلك المبادرة هي أقصى ما يمكن ان يقدمه المغرب لحل هدا النزاع المفتعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *