تأييد آخر يحظى به ملف الصحراء المغربية، وهذه المرة من قلب العاصمة الجزائرية حيث صرح مساعد كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرا قائلا: “لقد ظلت سياسة الولايات المتحدة حول قضية الصحراء المغربية ثابتة لسنوات طويلة. حيث أننا نستمر في دعم المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل عادل و مستديم وبموافقة الطرفين، بما في ذلك عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء”.
واعتبر المتتبعون هذه التصريحات بكونها تجديد التأييد لهذا الملف من طرف للولايات المتحدة الأمريكية، من قلب العاصمة الجزائرية التي افتعلت هذا النزاع لإغراضها الإستراتيجية التي لم تتحقق، كما يعتبر ذات الموقف دعما لمقترح المغرب القاضي بمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء تحت السيادة المغربية، ودعوة موجهة إلى جميع الأطراف إلى الدخول في حوار من أجل إنهاء هذا الصراع المفتعل.
مساعد كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن، في لقاء عمل مع القادة الجزائريين، أكد أن أمريكا تواصل دعمها لمسار الأمم المتحدة الرامي إلى إيجاد حل عادل و مستديم يوافق عليه الجانبان لهذا النزاع المفتعل. كما أضاف أن أمريكا تدعم جهود “كريستوفر روس” المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء لتحقيق تقدم في هذا المسار”.
واعتبر أن خطة الحكم الذاتي والتي تقدم بها المغرب منذ سنة 2007 إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن تمثل الحل الأمثل لمعالجة هذه القضية لان هذه الخطة جادة وحقيقية وذات مصداقية لما تتضمنه من مقترحات وحلول واقعية وديمقراطية يشهد الجميع بمصداقية أهدافها، والتي تتمثل في إيجاد حل لمشكل الصحراء الذي دام مدة طويلة، حيث لامجال لكيان وهمي في منطقة الصحراء بعد التطور الذي عرفه هذا الملف الذي يجب ان يطوى بصفة نهائية.
ويضيف المسؤول الأمريكي في هذا الصدد قائلا: “نأمل أن يباشر الطرفان المغرب وجبهة البوليساريو حوارا بإرادة صادقة بهدف تسجيل تقدم نحو تسوية لهذا النزاع ويضيف أن بلده يدعم عودة أعضاء البعثة الأممية المينورسو بالصحراء المغربية”.
ويرى المراقبون في ذا الصدد أن القضية الوطنية الأولى للمغرب مازالت تكسب مزيدا من التأييد من طرف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أمام تراجع أسهم الكيان الوهمي أمام الحراك الديبلوماسي المغربي الذي يقضي تدريجيا على مساندي البوليساريو في أروقة الأمم المتحدة وكذلك ضحد أطروحتهم الزائفة التي تسعى من خلاله مدعومة من الجزائر إلى انفصال هذه المنطقة عن المغرب، في حين يقترح المغرب حكما ذاتيا واسعا تحت سيادته كما يضع المغرب قضية الصحراء على رأس أولوياته كما أكد ذلك أكد جلالة الملك محمد السادس في نونبر 2014، عندما قال بأن الصحراء المغربية ستظل تحت السيادة المغربية “إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”، مؤكدا أن “مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب لحل هذا النزاع”.