متابعات | هام

المفكر يوسف الصديق: القرآن الذي بين أيدينا اليوم ليس هو المصحف

قالت تقارير إعلامية إن مداخلة المفكر والمتخصص في انتروبولوجيا القرآن الكريم، الدكتور التونسي يوسف الصّديق، أثارت يوم الجمعة 12 غشت الجاري بطنجة والتي تمحورت حول التراث الإسلامي، العديد من الجدل، بعدما اعتبر أنّ مشكلة المسلمين والعرب على الخصوص هي أنهم كلما واجهتهم عقبة كلما انكفؤوا على ذواتهم وعادوا إلى الماضي يستنجدون به ويبحثون فيه عن حلول، “هذا الماضي الذي يشكل مشكلة حقيقية بسبب قراءاته وأشكال فهمه اليوم، داعيا إلى ضرورة دراسة القرآن على أسس الفلسفة والعلوم الحديثة.

كما أعتبر الصديق المشروع الّذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم مشروعا أخلاقيّا مشروعا وليس  دينيا أو سياسيّا.

وأشار الصديق الذي استضافته مؤسّسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، في لقاء فكري حمل عنوان “قراءة جديدة في الفتوحات الإسلامية” أداره الكاتب والناشط الأمازيغي أحمد عصيد،  إلى أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم ليس هو المصحف، مفسرا ذلك بأن عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما نظم القرآن بين دفتين فعل ذلك دون أن تكون هناك دراسة في مستويات كلام الله، بالإضافة إلى مسألة التنقيط (أين تقف الجملة وليست الآية)؛ حيث استحضر في هذا السياق المثل التونسي الذي يتهكّم على الذي يقف في نصف الجملة بالقول : “لا تقف عند ويل للمصلين”.

وشدد الصديق في مداخلته على أن قراءة القرآن اليوم هي قراءة حسب ترتيب المصحف وليس حسب ترتيب السياق والخطاب والمكان الذي أنزلت فيه الآية؛ الشيء الذي يحدث تناقضا في آيات الله، مؤكدا على أنّ التّراث الإسلامي بات يُقدم اليوم كما لو أنه هو العقيدة أو الدين الإسلامي؛ الشيء الذي يطمس حقّ كل واحد منا في أن يقرأ ويعيد القراءة من منطلقات واقعه وتكوينه فيما ألف في الماضي سواء القرآن أو كتب الفقه القديمة.

واعتبر يوسف الصّديق أنّه لا فائدة من خطبة الجمعة كونها باتت سياسيّة أكثر منها دينية، على اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار هذا اليوم بالذّات حتى يدعو اليهود إلى الاستماع إلى خطابه؛ كونهم يأتون إلى السّوق قبل غروب الشمس من هذا اليوم، مؤكدا على أنّ “المسجد ليس ولم يكن فضاءا دينيّا بالمُطلق”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *