آخر ساعة

تخبط الجار ..وصناعة الأخبار

لعل إعلان المغرب قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي بعثر رؤى الجارة الجزائرية و أربك حساباتها وشتت أوراق آلتها الدبلوماسية فكان لزاما عليها –وكعادتها- اللجوء إلى كل الوسائل واستعمال مختلف الأساليب العدائية المكشوفة فكانت صناعة الأخبار المغرضة و المضللة الحل الأوحد و الوحيد لاحتواء تداعيات انضمام المغرب من جديد إلى الهيئة الإفريقية، إذ أذاعت وكالة الأنباء الجزائرية في إحدى قصاصاتها عن قرب عودة كريستوفر روس -المبعوث الاممي إلى الصحراء- إلى المنطقة لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب و البوليساريو في الوقت الذي-بحسب المحللين والمتتبعين – لم يتبق لهذا الأخير ما يقدمه وهو الذي قضى أطول مدة مبعوثا للأمم المتحدة في هذا الملف واصفا هذه المفاوضات ب “مسلسل اللامفاوضات”.

 

وحسب مجموعة من المحللين فان ما تداولته وسائل الإعلام الجزائرية وما تناقلته صحفها الورقية والالكترونية بعيد عن المنطق و مجانب للصواب، إذ لا يعقل أن تعلن هيئة الأمم المتحدة عن هذه الزيارة في الوقت الذي تنتظر فيه الإعلان عن أمينها العام المقبل ورحيل بان كي مون الذي يمضي حاليا آخر أيام ولايته، وأردف هؤلاء أن ترويج هذه الأخبار من طرف الآلة الإعلامية الجزائرية يدخل في إطار الحرب الدبلوماسية التي اشتعلت نيرانها في هذه الأشهر الأخيرة من ولاية بان كيمون و مبعوثه الخاص كريستوفر روس لعلها تكون طوق نجاة لها و لمولودها الانفصالي الذي هو الآن في حالة احتضار بسبب الانقسامات وظهور تيارات شبابية مناهضة داخل المخيمات والانتفاضات التي تعيشها، وأيضا الانتصارات التي حققها المغرب مع حلفائه الاستراتيجيين.

 

وفي حالة العودة إلى طاولة المفاوضات فانها-أي المفاوضات- لن تتأتى إلا بعد انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة و في إطار شروط مغربية صرفة أولها القيام بعملية إحصاء شامل لسكان المخيمات وساكنة الصحراء دون أي إقصاء للعائدين الصحراويين، وفي ظل “العودة إلى الشرعية” لأن اتفاق 1991 كان ينص على أن يتم الحفاظ على الوضع القائم في مناطق النزاع كما هو، وهو ما تم خرقه، بالإضافة إلى اشتراط وضع أرضية جديدة للتفاوض، والضغط من أجل معرفة مدى تمثيلية جبهة الانفصاليين وإعادة تشكيلة الوفد المفاوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *