آخر ساعة

كيف فضح صحفي مصري مناورات البوليساريو تجاه الصحفيين

صدر مؤخرا كتاب تحت عنوان “عصابة البوليساريو: شهادة صحفي مصري من داخل مخيمات تندوف”، لعل أهم خلاصاته هي أنه ليس لدى الصحراويين “أي مقوم من مقومات الدولة”، الكتاب من تاليف الصحفي المصري هاني أبو زيد، الذي زار مخيمات الصحراويين بتندوف، في شهر فبراير من سنة 2015،  ضمن وفد مصري مكون من أربعة صحفيين بدعوة من مديرة دار النشر “لارماتان راصد” النانة لبات الرشيد، هذا الكتاب فيه شهادات حية تقدم جبهة البوليساريو على أنها منظمة متسلطة تحكم المستضعفين بقوة النار والحديد، حيث اشار فيه صاحبه أن الموالين للقيادة في الخارج يلجأون إلى النصب و الاحتيال لاصطياد واستقطاب الإعلاميين بغية التعريف ”بالقضية الصحراوية”،حيث يستعملون مختلف الحيل لتوظيفهم لصالحهم، واستدل الكاتب بما سماه “بالفخ” الذي نصبته له و لزملائه مديرة دار النشر “لارماتان راصد” النانة لبات الرشيد والتي دعتهم إلى حضور مؤتمر ثقافي بالجزائر العاصمة، ليجدوا أنفسهم بمخيمات تندوف.

بعد عودته إلى القاهرة، و عوض أن يصور هذا الكاتب ما شاهده من إنجازات “الدولة الصحراوية” و ينقل معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف ،الف كتابه الذي أشار فيه إلى أن ساكنة المخيمات تعيش وضعا جد مأساوي و أن حالتهم تبعث على الشفقة، فهم يعيشون حياة لا آدمية داخل أكواخ من طين وتحت الخيام، قبل أن يهاجم المرأة الصحراوية الموالية للبوليزاريو والتي تستعملها كأداة للتأثير على الأجانب الذين يزورون المخيمات وجلبهم ليكونوا في صالح القضية، وقال إنها ليست عفيفة بل تنعدم لديها الأخلاق والنخوة التي تتوفر في الإنسان الصحراوي، كما قدحها في شرفها عندما أشار إلى أن مجموعته تمت استضافتها من طرف النساء في خيامهن و خدمنهم بأنفسهن تكريما لهم، وما جرى بينهم وبين تلك النساء وصفه هذا الصحفي بأنه تصرف لا يليق بالمرأة العربية المسلمة.

ويضيف نفس الكاتب أنه خلال إقامتهم في المنطقة تم منعهم من اللقاء بسكان المخيمات وكانوا طيلة الوقت تحت حراسة أشخاص لا يعرفون الكتابة أو القراءة، وجوههم عابسة والشر يتطاير من أعينهم وأنهم من مليشيات البوليساريو،  وزاد الكاتب الصحفي أنه من أكاذيب البوليساريو استدعاء الصحفيين المصريين إلى الانتقال إلى مدينة تيفاريتي لحضور أشغال أحد المؤتمرات فخرجوا في الصباح الباكر و لم يصلوها إلا مع غروب الشمس، و الأدهى أنهم لم يجدوا الا منطقة صحراوية عبارة عن ثكنة عسكرية مكثوا فيها لمدة أربعة ايام في الخلاء منقطعين عن العالم بدون أية وسيلة اتصال، وحضروا خلالها لمناورة عسكرية بمعدات قديمة جدا وبأسلحة مهترئة أكل عليها الدهر وشرب .

ويقول هذا الصحفي إنه قبل مغادرته المخيمات أخبر النانة الرشيد بانطباعاته و أهمها أن الصحراويين ليسوا أصحاب قضية، وأن هذه الأخيرة استعطفته كي لا يكتب شيئا عن هذه الزيارة لأنهم سيؤذونها، وختم ملاحظاته بالقول “لقد أدركنا من خلال الزيارة إلى تندوف أن النانة الرشيد اداة في يد المخابرات العسكرية وجنرالات الجزائر عملها استقطاب الصحفيين و الكتاب المصريين عن طريق عملية نصب، حيث يفاجأ الزائر أنه وسط عصابات مسلحة  وأن ليس أمامه سوى استكمال الزيارة” بين خيام و بيوت صفيح، وبين سرقة المساعدات الإنسانية وسوء التغذية و انعدام القدرة الشرائية، وبين التدهور الصحي و الهدر المدرسي، وبين انعدام الحرية و تكميم الأفواه و تلفيق التهم و المضايقات الأمنية و الاختطافات القسرية، وبين قساوة الطبيعة و تسلط قيادة البوليساريو على ساكنة مقهورة بينما القيادة والموالون لها وكذلك أفراد عائلاتهم يعيشون في منازل فخمة و مكيفات عصرية و مدارس تستجيب لكل المتطلبات في الدول الأوروبية خصوصا دول الجوار.

 

      الكتاب فضح ألاعيب البوليساريو حين يستقدم الصحفيين الى المخيمات ويقدم لهم الرشاوى والإتاوات لكي يقوموا برسم ما هو مخالف لما يجري داخل مخيمات تندوف، إلا أن هذا الصحفي لم يساير ادعاءات البوليساريو والتي بنيت على الاكاذيب والمناورات، لان العالم اليوم قد تطور كما أن اللعبة قد انفضحتـ ولم يعد هناك مجال للكذب، لان الواقع يعري كل شئ، وهذا ما يعتبر نكسة أخرى إلى جانب النكسات التي منيت بها البوليساريو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *