آخر ساعة

معاناة سكان مخيمات تندوف تزداد تفاقما

نقلت وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو ان تندوف عرفت مؤخرا هطول أمطار غزيرة خلفت عدة أضرار، انضافت الى ما تعانيه الساكنة من ويلات واحتجاز داخل المخيمات، حيث كشف الهلال الأحمر التابع للقيادة الكرتونية أن تلك التهاطلات تسببت في جرح 11 شخصا، من بينهم واحد في حالة خطيرة في ما يطلق عليه ”ولاية العيون”، ونقل 6 منهم إلى مستشفى تيندوف المجاور للعلاج، في حين سجلت أضرار مادية نتيجة الفيضانات التي غمرت المنطقة، خصوصا مع ضعف البنيات التحتية مما ادى الى سقوط المساكن والابنية المهترئة التي تاوي الساكنة، إذ تهدم  400 منزل بشكل كلي أو جزئي، وفقدت العائلات التي تسكنها حصصها الغذائية الشهرية. أما البنية التحتية فقد لحقت بها أضرار كبيرة، خاصة على مستوى ما يسمى بالمؤسسات التعليمية ومراكز التكوين. فمن بين 8 مدارس توجد 5 في حالة دمار كبير تتراوح نسبته بين 30 و60 في المائة، وتضم هذه المؤسسات أكثر من 5300 تلميذ.

إثر هذه الأضرار تحركت قيادة الجبهة وأطلقت نداء عاجلا تطالب من خلاله بالمساعدات المادية، خاصة الغذاء والأغطية والأدوية، لمواجهة أضرار تلك السيول الغزيرة التي عرفتها مخيمات تيندوف خلال بداية الأسبوع الجاري، وخلفت أضرارا وصفتها القيادة بكلمة “المعتبرة”.

كما قام الهلال الأحمر الصحراوي، رفقة بعثة مشتركة مكونة من 12 منظمة من بينها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة بمخيمات اللاجئين، بإجراء معاينة للوضعية التي خلفتها تلك الأمطار وتقييم الاحتياجات العاجلة المترتبة عن ذلك، فيما دعا الجهات المانحة، مرة أخرى، على دعم هذه الجهود وتقديم مساهمات عاجلة للاستجابة للاحتياجات الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية.

وتعتبر هذه الفيضانات هي الثانية من نوعها بالمخيمات في أقل من سنة؛ حيث كان الهلال الأحمر قد أكد، في أكتوبر الماضي، أن الآلاف من الخيام والبيوت قد انهارت، وصل عددها في “ولاية الداخلة” وحدها 1200، فيما تضرر ب”ولايات أوسرد والعيون والسمارة وبوجدور” حوالي 1350 بيتا وخيمة، مما أشّر على كارثة إنسانية جديدة تتهدد ساكنة مخيمات تيندوف. ودفعت تلك الفيضانات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو السابق إلى تعليق جميع أنشطتها إلى حين تقييم الأضرار واستقرار الأوضاع.

ويرى المتتبعون لملف البوليساريو ان قيادة الجبهة الانفصالية لن تنهمك في البحث عن الحلول لفك الحصار عن الساكنة، حيث بدات باستجداء المساعدات التي الفت تحويلها لفائدتها بل ستلجأ الى خلق أعذار جديدة لاستبدادها وقمعها لسكان مخيمات تندوف، لما تتواجد فيه حاليا البوليساريو من وضع ضاغط لا تحسد عليه، بينما هي لا تملك غير الوعود الجوفاء لسكان المخيمات الذين يريدون أشياء ملموسة وواقعية تخرجهم من واقع البؤس الذي فرضته عليهم سياسة الجبهة القمعية، مما جعل الأوضاع المخيمات عبارة عن بركان ملتهب ينتظر الانفجار للتخلص من الواقع المزري الأليم الذي كتم أنفاس الساكنة لمدة أربعين سنة، وهي فترة زمنية كانت موسومة بالفساد والاستغلال البشع والسرقات وتحويل المساعدات لتباع في الأسواق الموريتانية أو في الجزائر، وتحول عائداتها إلى الأرصدة البنكية في الدول الأوروبية والأميركية اللاتينية إضافة الى سخط الطبيعة على المنطقة حيث دمرت بنياتها التحتية البدائية وتركت الساكنة تعيش في العراء لتزيد لمعانتها اليومية التي لاتعد ولا تحصى.

وهنا، يتساءل صحراويو المخيمات عن دور المنظمات الدولية والإنسانية لفك الحصار القمعي والطبيعي الذي فرضه القياديون المتنفذون داخل الجبهة على الساكنة، وذلم لمنعها من الالتحاق لكي بوطنها الأم ولتعيش حياوة كريمة إسوة بذويها في المناطق الجنوبية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *