آخر ساعة

وقائع تؤكد تعديد البوليساريو للأمن الإقليمي

بعدما تمكنت القوات المسلحة الملكية والفرقة الوطنية للشرطة القضائية من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات بنواحي مدينة بوجدور لها ارتباط بالبوليساريو وبأبناء احد رموز قيادة هذا الكيان الوهمي وأشخاص آخرين ينحدرون من مخيمات تندوف، اتضح للعالم مما لا يترك مجالا للشك أن هذه المخيمات أصبحت مركزا للتهريب والاتجار غير المشروع بجميع أشكاله،  في إطار تنسيق وتواطؤ مفضوح مع الجماعات الإرهابية  التي لطالما توعدت بإغراق المنطقة في بحر من الدم والنار. 

            ووعيا بخطورة هذا الوضع على الأمن الإقليمي وعلى المجموعة الدولية، حذر العديد من صناع الرأي خصوصا الأمريكي من أن “وجود مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، يشكل في حد ذاته، خطرا على المجموعة الدولية ففي هذا الإطار، قال “بيتر فام” مدير ”أفريكا سانتر”، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية ”اطلانتيك كاونسيل” ، في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن، انه قد حذر في الماضي، مثل العديد من الخبراء الآخرين، من الطابع المزعزع للاستقرار لمخيمات تندوف، حيث انخرطت الميليشيات المسلحة التابعة  لجبهة للبوليساريو في عمليات اختطاف والمطالبة بفديات، وكذا في عمليات التهريب بجميع أشكاله وهدا يشكل خطرا على الساكنة في المنطقة وكذلك على البلدان المجاورة وخاصة المغرب و أن هذا الوضع أضحى أكثر تهديدا للأمن الإقليمي، حيث تقيم البوليساريو علاقات واضحة مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء، متهما بذلك قيادة البوليساريو بالفاسدة و عديمة الضمير، والتي يعميها الجشع لتحقيق الربح ومواصلة إنفاقها الباذخ . وفي السياق ذاته أكد “يوناه ألكسندر” مدير ”مركز الدراسات الدولية لمكافحة الإرهاب”، التابع لمعهد ”بوتوماك” في واشنطن، أن البوليساريو، تحول إلى قوة داعمة للجماعات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة.

       مدير مركز الدراسات الدولية لمكافحة الإرهاب، التابع لمعهد بوتوماك في واشنطن “ألكسندريوناه” أضاف أن ماسبق قوله جاء  نتيجة منطقية للتطرف الذي تعيشه البوليساريو وتفاقم ظروف العيش في مخيمات تندوف، حيث يتم احتجاز الساكنة ضدا على إرادتها، وفي هذا الصدد دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته إزاء التهديدات، التي أضحى يشكلها الانفصال والإرهاب، ضد تحقيق الاستقرار والأمن بمنطقة المغرب العربي والساحل. ومن جانبه، أكد روبرت هولي الدبلوماسي الأمريكي السابق المتخصص في القضايا المغاربية، أن مخيمات تندوف أضحت معاقل خاصة للبوليساريو، حيث يستشري التعسف والظلم، محذرا من انفجار العنف في هذه المخيمات، الأمر الذي لن يفاجئ أي أحد وعبر عن أسفه لأن المجتمع الدولي لا يعير أي اهتمام على ما يبدو لهذه القنبلة الموقوتة، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بنفسه مؤكدا على أن الحل موجود فعلا، معبرا عن خشيته من أن المجموعة الدولية لن تولي هذه القضية الأهمية التي تستحقها، إلا بعد وقوع أمور أكثر خطورة. ومن جهته، اعتبر الدبلوماسي الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، أن تكثيف الأنشطة الإرهابية، وتهريب المخدرات والاتجار في البشر يؤكد أن عدم تسوية ملف الصحراء يظل عاملا من عوامل عدم الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء.

      علاقة بالموضوع نفسه أشار هؤلاء الخبراء في مكافحة الإرهاب أن المغرب وضع على الطاولة مخططا للحكم الذاتي في الصحراء، ومشددين في الوقت نفسه على أنه حان الوقت لكي يسير مجلس الأمن قدما نحو تنفيذ هذه المبادرة. من جانب آخر، دعا إدوارد غابرييل المجموعة الدولية إلى تدقيق النظر في المساعدات الموجهة إلى السكان المحتجزين بمخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، بناء على خلاصات التقرير الصادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الغش. كما يعتقد العديد من الخبراء الأمريكيين أن هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية ذات الصلة، أكثر مما نتحدث عنه اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *