آخر ساعة

البوليساريو، المخدرات، والإرهاب: الثالوث المرعب بالمنطقة

أصبحت البوليساريو جزء لا يتجزأ من التنظيمات الإرهابية التي تجوب منطقة شمال إفريقيا بحثا عن مناطق للنفوذ وموارد جديدة لعملياتها التوسعية والتخريبية، وخير دليل على ذلك شبكة التهريب التي أحبطت من طرف القوات المسلحة الملكية في منطقة بوجدور مؤخرا، والتي تضم أبناء بعض قياديي البوليساريو الذين يتعاملون مع التنظيمات الإرهابية المتواجدة بمالي والساحل، وينشطون في تجارة المخدرات وباقي الممنوعات، إذ تجد هذه التنظيمات في البوليساريو سندا لتهريب المخدرات والأسلحة في منطقة شمال أفريقيا و الساحل و الصحراء.

وقد أتت هذه العملية بعد إغلاق المنفذ الرئيسي لهذه التجارة الممنوعة من طرف أعضاء البوليساريو الذين يستغلون منطقة قندهار كمعبر وكمكان لترويج المخدرات خصوصا الصلبة منها وبيع الناقلات المسروقة .

وتوصل الرأي العالمي الدولي إلى قناعة راسخة حول تدخل جبهة البوليساريو في توجيه العمليات الإرهابية؛ لخدمة أطروحتها الانفصالية. وكذلك جعل هذه العمليات كمصدر مالي لها لسد العجز الحاصل من جراء نقص المساعدات الدولية ب50٪، مما جعل الجبهة الهلامية تبحث عن موارد أخرى والتي وجدتها في فتح الباب على مصراعية أمام تجار الممنوعات بكل أصنافها. و إذا كان المركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية و الأمنية؛ قد وصل إلى هذه الحقيقة مبكرا؛ فإن معهد هادسون للتحليل السياسي و العسكري؛ قد وقف بنفسه كذلك على هدا الواقع اد يعتبر جبهة البوليساريو؛ مجموعة انفصالية؛ تجمعها علاقات مع تنظيم القاعدة؛ و دليل المعهد الواضح هو أن البوليساريو تغض الطرف عن تجنيد الإرهابيين في معسكراتها وتسخيرهم للقيام بعمليات تمرير المخدرات وكذلك الأسلحة التي تتاجر فيها المنظمات الإرهابية .
إن جبهة البوليساريو وعبر تورطها المفضوح في تنشيط العمل الإرهابي؛ تشكل تحديا كبيرا لأوروبا وشمال أفريقيا وأمريكا لأن المخيمات؛ تحولت إلى مكان لتجنيد المحتجزين؛ و تحويلهم إلى مهربي مخدرات و متشددين إسلاميين كنتيجة مباشرة للوجود المتزايد؛ لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل و الصحراء تحت اسم  القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و الذي يهدد بنسف الاستقرار في موريتانيا ومالي والنيجر بتحويل منطقة الصحراء إلى أفغانستان جديدة وتمويل هده الأنشطة الإرهابية؛ يمر عبر التهريب بجميع أنواعه .

وفي السياق ذاته صنفت وزارة العدل اليابانية البوليساريو ضمن شبكة التنظيمات الإرهابية، مؤكدة في التقرير السنوي لجهاز الأمن المدني وجود علاقات بين الجبهة وتنظيم القاعدة وكذا ضلوعها في الأحداث الإرهابية التي عرفها شمال مالي ووضع التقرير الياباني البوليساريو ضمن 42 تنظيما إرهابيا ينشطون في إفريقيا من بينها أنصار الدين وحركة الوحدة والجهاد لغرب إفريقيا، وحركة المجاهدين الشباب بالصومال، وجيش تحرير السودان، منبها إلى وجود علاقات بين أعضاء من الجبهة وتنظيمي القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقاعدة بالغرب الإسلامي. ويأتي ذلك في ظل تزايد التقارير الدولية المؤكدة لانخراط البوليساريو داخل شبكة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، إذ سبق كذلك للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد بوتوماك في واشنطن، أن حذر من التهديد المتنامي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وعلاقاته بالمنظمات الإجرامية المحلية سيما  البوليساريو.وان القاعدة  في بلاد المغرب الإسلامي تراهن على احتياطييها في مخيمات تندوف، لتعزيز نشاطها ضد الأهداف الرمزية القريبة، لاسيما موظفي المينورسو والجيش الموريتاني وكذا القوات المسلحة الملكية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *