تربية وتعليم

صادم..المدارس قد تتحول إلى معتقلات بفعل الاكتظاظ

خرجت وزارة التربية الوطنية عن صمتها بعد الفضائح غير المسبوقة التي شهدها الدخول المدرسي، والتي وصلت ذروتها مع تكديس أزيد من 72 طفلا في القسم، ووضع أربعة تلاميذ في طاولة واحدة في عدد من المدن الكبرى كالدرالبيضاء، حسب الخبر الذي أوردته يومية «المساء »، في عددها ليوم الخميس.

وذكرت اليومية، أن الوزارة أصدرت بلاغا عقيما لم يقدم أي حلول مستعجلة من شأنها احتواء الاحتجاجات التي عرفتها عدد من المؤسسات التعليمية بسبب المشاهد الصادمة للاكتظاظ، حيث اكتفى البلاغ بسرد قائمة من الإجراءات التي قالت الوزارة إنها لجأت إليها لتدارك النقص الحاصل في الموارد البشرية، وهي ذات الإجراءات التي كانت، في وقت سابق، محل انتقادات شديدة من طرف النقابات التعليمية التي رأت فيها حلولا ترقيعية تتعامى عن حق ملايين الأطفال المغاربة في تعليم عمومي يراعي الحد الأدنى من الجودة، كما تعد استهدافا مباشرا للمدرسة العمومية في اتجاه الإجهاز على ما تقبى منها.

وقالت الوزارة إنها اتخذت عدة إجراءات استثنائية من أجل ضمان حق التمدرس لكافة التلميذات والتلاميذ، من بينها إعادة انتشار المدرسين عبر إجراء عملية «تدبير الفائض والخصاص»، وترشيد الخرائط التربوية، وتكليف أساتذة التعليم الثانوي بتدريس المواد المتجانسة واللجوء، عند الاقتضاء، إلى الساعات الإضافية من طرف الأساتذة النظاميين، دون الحديث عن إلغاء تدريس بعض المواد وغياب المرافق الصحية والمختبرات وغياب النقل المدرسي بالعالم القروي وإجبار الأطفال على الجلوس في مقاعد تهدد صحتهم ونموهم السليم.

وتضيف اليومية، أنه في تأكيد رسمي بأن مشاهد الاكتظاظ والاحتجاجات التي تصب في اتجاه تنفير المواطنين من التعليم العمومي ستتواصل بشكل كارثي في السنوات المقبلة لتتجاوز النسبة الحالية، كشف بلاغ الوزارة أن أعداد المناصب المالية المخصصة لتشغيل الأساتذة لن تعرف أي تغيير، ولن تكون كافية لسد النزيف البشري الذي يعاني منه القطاع بفعل التقاعد والتقاعد النسبي وتزايد الطلب بفعل التوسع العمراني والحضري.

وأعلنت الوزارة عن إحالة حوالي 16172 من نساء ورجال التعليم هذه السنة على التقاعد، منهم 6700 طلبوا إحالتهم على التقاعد النسبي لاستكمالهم 30 سنة من الخدمة، في حين تم توفير فقط 9342 من الأساتذة والأساتذة المتدربين، وهو ما يعني أن عددا من الأقسام سيصبح مهجورا بفعل عدم توفر الأساتذة، ليتم حشر المزيد من التلاميذ داخل الفصول الدراسية.

وكشف البلاغ أن العدد الإجمالي للمدرسات والمدرسين بلغ 210.367 منهم 113.077 أستاذة للتعليم الابتدائي، و50.566 أستاذة للتعليم الثانوي الإعدادي، و46.724 أستاذة للتعليم الثانوي التأهيلي، في حين التحق 6.951.351 تلميذا وتلميذة بفصولهم الدراسية، حيث وصل عدد التلاميذ الجدد بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي إلى 702.334 تلميذا وتلميذة بنسبة زيادة 3,4 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، منهم 320.460 بالوسط القروي و140.728 بالتعليم الخصوصي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *