آخر ساعة

كيف شددت الدبلوماسية الملكية الخناق على القيادة الجديدة للبوليساريو؟

السياسة الخارجية للمملكة المغربية في اتجاه الانفتاح على القارة الإفريقية وتوسيع أوجه التعاون بين المملكة وعدد كبير من البلدان الإفريقية في عدد من المجالات المتعددة ذات طابع اقتصادي وسياسي وديني ، بدأت تعطي ثمارها، وأصبح المغرب أكثر تحركا وتجاوبا مع نبض شعوب القارة الأفريقية.

إن هذه الخطة كانت مدروسة وموفقة الى حد بعيد، حيث استطاعت المملكة المغربية في فترة وجيزة ، ان تقنع دول كثيرة كنيجيريا والكامرون بالتفكير في قطع علاقتها مع البوليساريو كمرحلة أولى في اتجاه تطبيع العلاقات المغربية مع هذين البلدين الإفريقيين الكبيرين اقتصاديا وسياسيا.

.

      وفي هذا الإطار يأتي قرار عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الأفريقي كاختيار استراتيجي و توجه تكتيكي الهدف منه محاصرة وإضعاف تاتير القيادة الجديدة للبوليساريو واستغلال فرصة التفكك السياسي الذي خلفه تعيين إبراهيم غالي على رأس هذه القيادة، وظهور عدة تيارات وتوجهات تنادي بوضع حد لمعاناة ساكنة المخيمات في ظل الظروف المزرية التي تعيش فيها منذ أربعين سنة في الوقت الذي طرح المغرب على طاولة الأمم المتحدة حل ديمقراطي لمعاناة محتجزي مخيمات تندوف.

 

        في عهد الملك محمد السادس أصبح المغرب يلعب دورا هاما في الحفاظ على امن وسلامة منطقة العبور بين الساحل الإفريقي المتخم بالجماعات الإرهابية وبين القارة الأوروبية المستهدفة الأولى عالميا، من قبل الجماعات الإرهابية ،التي تحفل بها القارة الإفريقية والمتنقلة بين البلدان، مما جعله يحظى باحترام دولي متزايد ، أمام تقهقر الجار الجزائري، الذي يعيش ظروفا سياسية واقتصادية صعبة أثرت على دوره الإقليمي والدولي، وانعكس ذلك بشكل ظاهر وجلي على تراجع مساعدته للبوليساريو التي باتت تعيش من جراء ذلك بداية النهاية، بعد تواتر عمليات سحب الاعتراف بالجمهورية الهلامية من طرف الدول الإفريقية الرافضة للسياسة الجزائرية في تمزيق الوحدة الإفريقية، والتي تبحت عن شراكة إستراتيجية مع المغرب، خصوصا في الوقت الذي أصبحت فيه القيادة الحالية للبوليساريو عاجزة عن اختراق المنظمات الدولية الفاعلة، ولكون خطابها الانفصالي لم يعد مغريا للعديد من دول العالم وأصبحت مصداقية قيادتها في المحك بعدما لطخت سمعتها دوليا بتهم الفساد وممارسة التعذيب، وسرقة المساعدات الأجنبية ورفضها  الانصياع للقرارات الأممية التي تطالبها بالقيام بإحصاء عاجل للمحتجزين بالمخيمات.

 

       عودة المغرب إلى إفريقيا سينهي أحلام البوليساريو بصفة نهائية، لان أسباب وجودها وتطورها ونماء أطروحتها، تنحسر يوم بعد يوم، وبات المغرب قوة إقليمية صاعدة، رغم المناورات والدسائس التي تضعها البوليساريو وجنرالات الجزائر أمام الخطوات التي يتحرك بها المغرب فيما يخص وحدته الترابية و تحالفاته وقراراته الإستراتيجية.إلا ان دبلوماسيته الملكية تتواجد دائما بالمرصاد ضد المحاولات اليائسة لبيادق البوليساريو والتي كان أخرها إفشال مخطط مشاركة أفول البوليساريو في أشغال قمة عدم الانحياز قي دولة فنزويلا الحليف الاستراتيجي للجبهة إلا أن يقظة الدبلوماسية المغربية حالت دون تمكنها من المشاركة حيث تم طردها وخرجت تجر اديال الفشل كعادتها في ردهات وكولوارات الفندق الذي احتضن أشغال قمة عدم  دول الانحياز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *