متابعات | هام

الرجواني: رسالة صادقة لبنكيران.. لماذا البكاء في كل تجمع؟

رسالة صادقة لرئيس الحكومة…
السيد عبد الاله،تحية واحتراما،
وبعد،
يؤسفني ان ابعث اليكم برسالتي هاته، لا لان اتقدم لكم بطلب وظيفة او عمل لاني اعلم ان حكومتكم انتهت من توزيع ما تيسر من مناصب سامية وغير سامية على الاهل والمريدين؛ولا لاحثكم على الكف عن التمادي في سياستكم اللاشعبية لاني علمت انكم تبراتم مما فعلت حكومتكم بالمغاربة طيلة خمس سنوات ونسبتم ذلك لصاحب الجلالة في حين تنسبون “المكتسبات”لسياستكم الرشيدة… ولا لانبهكم لخطابكم الشعبوي التضليلي الذي ينطوي على تهديدنا بالقيامة والفوضى غير الخلاقة ان لم يفز حزبكم في استحقاقات 7 اكتوبر…
ابعث لكم هذه الرسالة لاسالكم سؤالا بسيطا يراود كثيرا من المغاربة: لماذا البكاء وذرف الدموع في كل تجمع تراسته؟ هل ندما على ما اقترفت يداك في حق المغاربة وفي حق هذا البلد الامين:تدمير للقطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن اجتماعي؟ ان كنت نادما بالفعل،قدم نقدا ذاتيا للمغاربة لعلهم يسامحوك غدا يوم القيامة. هل خوفا على فقدان كرسي ما حلمت به يوما، ولما استويت عليه جلب لك ولحوارييك رغد العيش مقابل فتات لا يغني ولا يسمن على المعوزين والمعوزات؟ ان كان هذا سبب بكاؤك لا بسعنا الا ان نتفهم بكاءك ونعجب لمن لم يشاركك الندبة من وزرائك ووزيراتك الذين يهوون العشق وركوب الكاتكات واكل الكافيار وكل نعم الدنيا التي انستهم (ن) جنان الآخرة. ام ان بكاءك هو بسبب تماهيك مع التماسيح التي طالما اتهمتها بمحاربتك في تحقيق احلامك التي لا حدود لها؟ وهي احلام تتجاوز الحكم الى التحكم في الحياة الشخصية للمغاربة بعد التمكن من السيطرة على الدولة والهيمنة على المجتمع.
في الحقيقة بكاؤك محير… ما رايت زعيما سياسيا عبر العالم تسعفه دموعه مثلما تسعفك دموعك. كلما استدعيتها تفجرت من مقلتيك الكحليتين… لم يبك عبد الرحيم بوعبيد وهو سجين ميسور… ولم يبك عمر وهو مدرج في دمائه… وما بكي عريس الشهداء امام قاتليه ولا الفرقاني بين جلاديه.
السيد رئيس الحكومة… ما دمت واثقا من نصرك،مطمئنا لانجاز حكومتك… عليك ان تستمر في قهقهاتك الساخرة وفي استئسادك على المغاربة… بكاؤك يدمي قلوبنا المكلومة اصلا ويزرع في نفوسنا الخوف على الصحة النفسية لرئيس حكومتنا.
السيد رئيس الحكومة:مهما اختلفنا معك في المرجعية والاختيارات والسياسات فاننا لا نرضى لرئيس حكومتنا ان يحترف البكاء وان يبكي امام العالم دون غيره من رؤساء الحكومات. اوضاع بلادنا والحمدلله افضل بكثير مما عليه اوضاع اقطار عربية تعيش الدمار وتتنفس شعوبها رائحة الدم والموت كل ساعة وحين،ومع ذلك ما شاهدنا ابدا رؤساء حكوماتها يبكون.
بالله عليك رئيس حكومتنا كف عن البكاء. بكاؤك لا يشفي وان كان يجدي في دغدغة قلوب المؤلفات قلوبهم… نحن لا نرضى لك البكاء… خذ الكراسي… خذ المناصب … لكن اترك لنا حريتنا وكرامة الوطن…وقليلا من الفرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *