آخر ساعة

البوليساريو تتلقى صفعة من الأحزاب السياسية الإفريقية

في خضم سلسلة الضربات الموجعة التي هزت جبهة البوليساريو وزعزعت أركان قيادتها من داخل الأسرة الإفريقية، جاء البيان الختامي لمجلس الأحزاب السياسية الإفريقية الذي انعقد مؤخرا بمدينة الرباط ليدق مسمارا آخر في نعش هذا الكيان المصطنع عندما نوه-البيان الختامي- بالدور المغربي الحاسم والفعال داخل المنتظم الإفريقي على جميع الأصعدة، وذلك لما للمغرب من رؤية مستقبلية وأبعاد إستراتيجية تروم تحقيق النمو والازدهار و الاستقرار داخل القارة السمراء.

           ولعل النموذج الذي تبناه المغرب في مجال التربية الدينية ومحاربة التطرف والفكر الإرهابي وكذا السياسة و الإستراتيجية الأمنية الاستباقية المتبعة المتبعتان التي جعلته في منأى عن العديد من المخططات الإرهابية التي لم تسلم منها مجموعة من دول العالم من دون إغفال المكانة المتميزة للمغرب فيما يخص تنظيم التظاهرات والمؤتمرات الدولية الكبرى التي تكتسي طابعا خاصا لما لها من الأثر على الصعيد الدولي كما هو الشأن بالنسبة للكوب  22 ، دفع مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية إلى المطالبة بضرورة العمل إلى جانب المغرب لإنجاح هذه التظاهرة الدولية التي ستعرفها أفريقيا.

            أشغال هذا المجلس حضرته ثمانية دول في القارة السمراء والتي تضم  83 حزبا كما عرف حضور ممثلين عن أحزاب سياسية حاكمة وأخرى في المعارضة من السودان كينيا إثيوبيا والنيجر إضافة إلى البلد المنظم المغرب.

            أثناء أشغال هذا المجلس أشاد الأمين العام برغبة المغرب العودة إلى البيت الداخلي للاتحاد الإفريقي وطرد  كل ما من شانه أن يعكر صفو الاتحاد كإشارة واضحة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار وخلق الفوضى وتشجيع الانفصال داخل القارة كما أشار أن هذه الأخيرة حرمت هذا الاتحاد من تجربة المغرب الذي يعد الشريك الأساسي لجل دول العالم في عدة ميادين وخاصة محاربة الإرهاب، كما أشار أن احتضان المغرب لهده التظاهرة السياسية يعد إشارة قوية على مساندة المغرب للدول الإفريقية في تطوير السياسة وتحقيق طموحات الشعب الإفريقي في استكمال استقلاله وتنميته.

           دورة هذا المجلس المنعقدة بالرباط عرفت كذلك المصادقة على التقرير النصف السنوي للمجلس وخطة العمل لسنة 2017 وجدول أعمال اللجنة التنفيذية وإحداث المجلس الاقتصادي للأحزاب الإفريقية وكذلك دور المجلس في مراقبة الانتخابات في أفريقيا ومحاربة الفقر والسهر على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

و اجمع الحاضرون على أن المغرب اليوم له دور محوري في السياسة الأفريقية عموما وفي التعاون بين الدول الأفريقية خصوصا الغرب أفريقية وسيكون المغرب مستقبلا من بين الأعضاء الفاعلين داخل هذا المجلس من خلال ربط العلاقات مع الأحزاب السياسة المنضوية داخل هدا المجلس ومن اجل مصلحة أفريقيا.

         من هنا فان مسلسل الانتكاسات لن ينتهي بالنسبة للبوليساريو التي دخلت إلى الاتحاد الأفريقي بإيعاز من الجزائر إذ انكشف زيف ادعاءاتها و تجلت معالم تهديداتها للأمن و الاستقرار بالقارة الإفريقية في إطار مشروع انفصالي يروم التفتيت و التجزيء وتشجيع بؤر الإرهاب بالمنطقة في الوقت الذي اتضح فيه أن الدول الإفريقية أصبحت أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بالرؤية المغربية الهادفة لتحقيق النمو والازدهار بهذه الدول والعمل على  تحسين الوضعية السوسيو-اقتصادية للمواطن الإفريقي وتفعيل المؤسسات الديمقراطية وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *