آخر ساعة

البوليساريو تتجرع الفشل مرة أخرى بمقر البرلمان الاوروبي

فشلت جبهة البوليساريو مرة أخرى في حبك خيوط مسرحيتها الجديدة، والتي خاضها مايسمون أنفسهم بالنشطاء الحقوقيين للجبهة خلال اللقاء الذي انعقد  داخل قاعة صغيرة في نهاية ممر بجناح مهجور بمقر البرلمان الأوروبي، من طرف سيدتين تم تقديمهما على أنهما “مناضلتين ” صحراويتين، أمام حفنة قليلة من أنصار أطروحة الانفصاليين، مدعومين من الجزائر، لا يتجاوز عددهم عشرين شخصا، نظموا ماسموه بمؤتمر موجه للدفاع عن حقوق النساء الصحراويات،والكشف عما اصطلح عليه ب”الممارسات” المغربية بالصحراء ليتحول المشهد إلى مونولوغ حول ادعاءات بشأن “معاناة السكان ” و”فظائع “مزعومة في مجال حقوق الإنسان بالصحراء.

واتسم هذا المؤتمر الذي رعته النائبة الاسبانية ،”بالوما بيرميخو”، عن اليسار الراديكالي المعروف بعدائه للمغرب، بكيل شتى أنواع القذف والشتائم والاتهامات في حق المملكة. ولم تستمر هذه المهزلة سوى ساعة في ظل غياب متدخلين جادين، وعدم تقديم وقائع ملموسة، وحجج قوية ، لتتم دعوة هذا الحضور الخافت، دون خجل إلى ندوة صحفية بإحدى قاعات البرلمان الأوروبي، لكن هذه المرة كان المشهد بمثابة صفعة قاسية للمنظمين حيت لم يلج القاعة أي صحفي يذكر.

 

وبعد فشل هذه اللقاءات رددت عبارات مغرضة ومناهضة للمغرب، ورفعت شعارات حول انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان بالصحراء، باللغة الاسبانية ، بعدها رفعت منظمة هذا اللقاء الفاشل، النائبة الإسبانية، “بالوما لوبيز”، الجلسة بذريعة أن عليهم إخلاء القاعة بل والأنكى من كل ذلك، تبادلت السيدتان “المناضلتان الصحراويتان”، غير بعيد عن القاعة ، وبصوت مرتفع ،الاتهامات في ما بينهن بشأن تعويضات السفر التي كان يتعين أن يتوصلن بها من طرف من سخرهن لتأطير هذه اللقاءات الفاشلة، حيت نشبت معركة هامشية حول مبلغ من الأورو وقيمة التعويضات التي لم تتوصل بها تلك الصحراويات المسخرات من طرف البوليساريو والجزائر لتنظيم تلك اللقاءات.

 

وبحسب المتتبعين لملف الصحراء المغربية، فان هذا اللقاء يشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة من الفشل  والانتكاسات العديدة التي منيت بها هذه الحركة الانفصالية دوليا، والتي باتت دعايتها المجانية مفضوحة لدى الجميع، ولم تعد تنطلي على أحد، بل ان لقاءات الانفصاليين لم تعد تحظى بأي اهتمام ،لاسيما بالعواصم الغربية، مما أثار حفيظة وامتعاض البوليساريو.

وتؤكد هذه المعطيات بالملموس أن أطروحه الجبهة لم تعد تحظى باهتمام أحد في السياق الذي تمر به قضية الصحراء، والمتميز، بشكل خاص، بالدعم الذي يحظى به مقترح الحكم الذاتي المغربي من قبل المجتمع الدولي، و كذا المنعطف الكبير الذي أخذته السياسة الخارجية للمملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.

 

وتعزز دور الدبلوماسية المغربية في هزمها لأطروحات هذا الكيان بالزخم الدولي بموازاة مع موجة غير مسبوقة لسحب اعتراف عدد من البلدان عبر العالم، بالجمهورية الوهمية، اقتناعا من هذه البلدان بالطابع المصطنع لهذا المخلوق الهجين، وآخرها كانت جامايكا التي سحبت اعترافها.

وتأتي هذه الانتصارات والمغرب منحرط في دينامية المبادرات والمشاريع التنموية التي جاءت بها الإستراتيجية االملكية، والرغبة القوية في رؤية مغرب قوي وموحد وحداثي، مندمج ومزدهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *